المعلمون والعاملون بالمدارس وأولياء أمور الطلاب بل وأحيانا طلاب بعض المدارس الثانوية نظام الخمس سنوات هم الكتلة «الحرجة» التى يمكنها أن تحسم المعركة الانتخابية فى بعض الدوائر الانتخابية لصالح أحد المرشحين مبكرا حتى ان كان وزيرا حاليا، فقط إذا بادر بكسب أصواتهم وأصوات أقاربهم وجيرانهم قبل غيره، بالكثير من وسائل الدعاية الملموسة سريعة المفعول. قرأ الكثيرون توسط وزير الانتاج الحربى سيد مشعل لحل أزمة مدرسى مدرسة الخلفاء الراشدين باعتباره نائبا عن دائرة حلوان التى تقع المدرسة داخلها دعاية انتخابية مبكرة للوزير، لكن اعتبر جميع سكان منطقة كفر العلو بنفس الدائرة حضور مشعل احتفالية وزارة الأسرة والسكان لمساعدة تلاميذ المدارس على البقاء فى التعليم دعاية انتخابية صريحة للوزير «مرشح الوطنى» فى الدائرة نفسها. ولم يختلف المشهد كثيرا فى مدرسة الوراق الثانوية المشتركة بالجيزة التى اختارها مرشح الحزب الوطنى فى الدائرة لتكون مقرا لإقامة قافلة طبية بها عدد كبير من أطباء فى مختلف التخصصات يوم الجمعة الماضية بحسب طلاب ومعلمين بالمدرسة، ووضع إعلانا عن هذه القافلة خارج أسوار المدرسة، ليعلم ابناء الدائرة مكان هذه الخدمة. وقالت إحدى المدرسات بمدرسة الشهيد أحمد بدوى بمصر القديمة إنهم اعتادوا أن يستخدم المرشحون طريقة دفع المصروفات الدراسية للطلاب غير القادرين، والكشاكيل المجانية المطبوع عليها صورة المرشح. واتفقت معها فى الرأى طالبة بمدرسة محمد فريد الإعدادية بالزاوية الحمراء، قائلة: العام الماضى أثناء انتخابات الشورى قام المرشح بتوزيع كراسات مطبوع عليها صورته مع أهالى الدائرة، مؤكدة أن هناك بعض المدارس المجاورة لمدرستها قد وزع عليها بعض المرشحين مثل تلك الأشياء، وأن مدرسى مدرستهم أخبروهم «إن ده موسم» وأن المرشحين سيمرون على كل المدارس ولكن بالترتيب. وفى الإسكندرية رصدت «الشروق» من خلال تصريحات لأولياء الأمور عن قيامهم بإرسال طلبات تحويل لأبنائهم برياض الأطفال والصف الأول الثانوى لعبدالسلام المحجوب وزير التنمية المحلية ومرشح مجلس الشعب عن دائرة الرمل، وإلى مكاتب مرشحى الوطنى فى جميع الدوائر، لإنهاء مهمة إمضائها وذلك بعد حدوث مشاكل التنسيق بين المدارس، وعقب أحد أولياء الأمور أن مرشحى الوطنى فى بعض الدوائر ساعدوهم فى دفع المصروفات المدرسية. وانتشرت العديد من لافتات تأييد الوزراء المرشحين للانتخابات على أسوار المدارس، فعلقت لافتة تأييد للمحجوب أمام مدرسة محمود سامى البارودى وظهرت اللافتة بحجم أكبر من لافتة اسم المدرسة نفسها، كذلك الأمر فى مدرسة الرمل الإعدادية وجميع مدارس منطقة الرمل، وانتشرت أيضا لافتات تأييد مفيد شهاب وزير الدولة للشئون القانونية والمرشح لمجلس الشعب فى دائرة محرم بك على أسوار مدارس منطقة محرم بك، كما انتشرت على أسوار مدرسة طلعت حرب الابتدائية صور تأييد بشرى السمنى مرشحة الإخوان عن مقعد الكوتة وبعض المدارس الأخرى. وأقامت مدرسة العباسية الثانوية بنين احتفالها بعيدها البلاتينى بعد مرور 100 عام على إنشائها، تحت رعاية شهاب، وذلك باحتفال وإعدادات للحفل على مستوى عال لم تشهده المدرسة من قبل، بحسب تصريح طلابها. وقال سيد البدرى مقرر لجنة الدفاع عن حقوق المعلم بالاسكندرية وعضو اتحاد المعلمين المصريين أن أكبر دائرتين بالاسكندرية وهما مينا البصل واللبان والعطارين تشهدان ارسال المرشحين للقوافل الطبية التى ترسلها وزارة الصحة للمدارس وينسبونها لأنفسهم على الرغم من أن جميع تكاليفها تتحملها وزارة الصحة، وبعض المرشحين يستخرجون بطاقات انتخابية لطلاب المدارس الصناعية نظام الخمس سنوات ليكون لديهم الحق فى الانتخاب، ويعلنون للجميع أن الصوت بمبلغ 50 أو 100 جنيه حسب الاتفاق، وأحيانا ما يستغل بعض المرشحين امكانات وزارة التربية والتعليم مثل تنظيم رحلة للمدرسة، تتحمل الوزارة تكاليفها، لكن يشيع أحد المرشحين أنه هو من نظم الرحلة «وهو لم يتبرع بأى شىء واللى بيساعده فى كده بعض الإخصائيين الاجتماعيين وأن محدش بيشوف الكشوفات ويعرف فلوس الرحلة دى جاية منين»، بحسب تعبيره. وأشار إلى أن أسهل ما يقوم المرشحون به لكسب الأصوات، هو تقديم الاعانات للطلبة الفقراء مقابل استخراج بطاقات انتخابية للأسرة كلها ليضمن أصواتهم له. وفى الإسماعيلية لم يخل الأمر من وضع الملصقات الدعائية على أسوار عدة مدارس، ويؤكد مدير إحدى المدارس الابتدائية أن محاولات المرشحين للدعاية أنفسهم من خلال المدارس لا تهدأ، وتبدأ من توزيع الجداول المدرسية المطبوع عليها صورة النائب على التلاميذ. وبعيدا عن الدعاية المباشرة فى المدارس فإن الأمر يختلف فى جمعية عثمان الخيرية التابعة لمرشح الوطنى المهندس محمود عثمان، فالجمعية تتحمل سنويا سداد المصروفات المدرسية لمئات الطلبة بالمحافظة، دون ارتباط بعام الانتخاب، ويتم السداد عن طريق تقديم الأسرة لمسئولى الجمعية ما يفيد بأحقيتهم فى ذلك وعليه يتوجه مندوبو الجمعية للمدارس لسداد المصروفات نيابة عن الطالب، فضلا عن توزيع 1500 زى مدرسى على الطلبة من أبناء الأسر الفقيرة، ويمتد الأمر إلى تخصيص معامل كمبيوتر وقاعات بالجمعية تعطى فيها المجموعات المدرسية المجانية للطلبة، بجانب التعاون مع جمعيات أهلية أخرى لتقديم تبرعات للمدارس سواء عينية أو مادية. بينما يؤكد هشام سنجرى وكيل وزارة التعليم بالإسماعيلية أن المدارس تقبل تبرعات الأشخاص والجمعيات الأهلية، بعيدا عن كون المتبرع مرشحا أم لا. وفى أسيوط، قال محمد على، مدرس بمدرسة صدفا التجارية، إن عددا كبيرا من المرشحين أمثال العمدة جورج، ود. حمدى العطيفى، والعمدة أحمد شاكر، وعلاء عواجة وزعوا الجداول الدراسية على تلاميذ المدارس، لمساعدتهم على تنظيم أوقات المذاكرة، والدروس. ولجذب أصوات أولياء أمورهم. وفى البدارى قام بعض المرشحين مثل أحمد فتحى نعمان وعلى إسماعيل وعمر جلال هريدى بدفع مصاريف بعض الطلاب غير القادرين، فيما قام بعض آخر بطبع وتوزيع كراسات وكشاكيل عليها أسماؤهم وصورهم كدعاية انتخابية. يمكنكم متابعة مزيد من التغطيات من خلال مرصد الشروق لانتخابات برلمان 2010 عبر: مرصد الشروق عبر فيس بوك مرصد الشروق عبر تويتر