ما الذى يمكن أن نفهمه من حوار الدكتور محمد كمال أمين التثقيف بالحزب الوطنى حينما قال للزميلة راندا أبوالعزم إن اختيار مرشح الحزب الوطنى للرئاسة ليس مطروحا للنقاش حاليا ولا يوجد موقف رسمى للحزب الوطنى فيما يتعلق بانتخابات الرئاسة العام المقبل؟! الدكتور كمال قال أيضا فى الحوار إنه عندما يحين الوقت المناسب سيتم إعلان المرشح للرئاسة وهو ما يتطلب إجراءات معينة فى الحزب. عندما قرأت تصريحات د. كمال المنشورة فى «المصرى اليوم» نقلا عن الحوار التليفزيونى تخيلت أن الدكتور على الدين هلال أمين الإعلام فى الحزب الوطنى قد استقال أو تمت إقالته، ولان ذلك لم يحدث فقد زادت الحيرة، والسبب أن الدكتور هلال قال للزميل طارق الشامى فى قناة الحرة الأسبوع الماضى إن الرئيس حسنى مبارك هو مرشح الحزب الوطنى فى الانتخابات المقبلة حاسما جدلا استمر سنوات. إذا نصدق من: أمين التثقيف أم أمين الإعلام؟!. المؤكد أن الدكتور على الدين هلال عندما تحدث إلى الحرة كاشفا عن أن مبارك الأب هو المرشح ولا أحد غيره، لم يكن يدلى برأيه الخاص، ولم يكن يتقمص دور المحلل أو الخبير السياسى. الرجل باختصار كان ينقل معلومة محددة طلب منه أن يقولها. هذه المهمة لا تقلل من قيمة د.هلال، لان مئات الصحفيين ظلوا يسألونه نفس السؤال منذ سنوات، والرجل وغيره من المسئولين بالحزب الوطنى «يتفننون» فى الإجابة، يلفون ويدورون ويستخدمون كل قاموس اللغة والدبلوماسية المراوغ من أجل ألا يقولوا شيئا، والسبب أن الأمر لم يكن قد حسم بعد. وعندما تم حسمه ذهب د.هلال ليعلن الخبر اليقين بأن مبارك هو المرشح ولا أحد غيره. والمؤكد أيضا أن د.محمد كمال قرأ مثلما قرأنا ما قاله د.هلال.. والمؤكد أكثر أن تصريحاته إلى قناة العربية منذ يومين لم تكن تحليلا أو رأيا خاصا، بل هى رسالة أيضا طلب آخرون منه أن يقولوها، مثلما حدث مع د.هلال. إذا ماذا يفعل المصريون؟.. يصدقون من، وما هى الرسالة التى تصل إليهم عندما يشاهدون اثنين ممن يفترض أنهم قادة فى الحزب الوطنى يقولان رسالتين متناقضين فى موضوع واحد خلال أقل من أسبوع؟!. كنا نعتقد أن الموضوع تم حسمه، لكن تصريحات د.كمال تقول إن الحرب لم تنته بعد، ويبدو أن هناك جيوبا مقاومة لاتزال ترفض الاستسلام فى الحزب الوطنى وتصر على القتال حتى آخر نبض من أجل وصول السيد النجل جمال مبارك إلى كرسى الرئاسة. أليس ذلك هو بعينه ما يتم تسميته بالصراع والانقسام والمحاور والمعسكرات داخل الحزب.. وهى الصفات التى ينكرها قادة الحزب صباح مساء، ويقسمون بأغلظ الإيمان أنهم على قلب رجل واحد. ثم هل هناك علاقة بين هذا الانقسام وتأجيل المؤتمر العام للحزب إلى ما بعد الانتخابات البرلمانية فى 28 نوفمبر المقبل؟!. يا أيها القادة فى الحزب الوطنى: أفيدونا.. نصدق من: أمين الإعلام د.هلال فى «الحرة الأمريكية» أم أمين التثقيف د.كمال فى «العربية» السعودية؟!.