يرى مراقبون في العاصمة الأمريكية (واشنطن) أن فوز الجمهوريين بأغلبية كبيرة فى مجلس النواب، وفوز الديمقراطيين بأغلبية طفيفة بمجلس الشيوخ، يمكن أن يؤثر على ميزان القوى للحزبين في الكونجرس بشكل كبير، وعلى القضايا الدولية والسياسة الخارجية الأمريكية بصفة خاصة. وكان الرئيس باراك أوباما قد أعرب عن عزمه البدء في سحب القوات الأمريكية من أفغانستان في منتصف العام القادم إذا سمحت ظروف القتال.. وقال محللون إن المزيد من السيطرة الجمهورية على الكونجرس يمكن أن يؤدي إلى مزيد من الدعم للحرب في أفغانستان على المدى القصير، كما يمكن أن يؤدي إلى صراع إذا ضغط الديمقراطيون لبداية الانسحاب في العام القادم. وتتضمن الأجندة الجمهورية تعهدًا بالبقاء متشددين فيما يتعلق بموضوع الإرهاب، والضغط من أجل نظام دفاع صاروخي أكثر شمولا، كما يمكن أن تزيد مكاسب الجمهوريين في مجلس النواب ومجلس الشيوخ أيضًا من ثقل الاتهامات التى وجها النقاد بأن الرئيس أوباما لم يكن حازمًا بما فيه الكفاية مع إيران وتطوريها المحتمل للأسلحة النووية. وتسمح مكاسب الجمهوريين أيضا للمحافظين بالضغط على أوباما كي يكون أكثر حزمًا بشأن الخلافات مع روسيا والصين، كما يمكن أن تؤدي إلى تعقيد الجهود الرامية إلى التصديق على معاهدة خفض الأسلحة الإستراتيجية الجديدة مع روسيا التي انتهت في العام الماضي.. ويقول النقاد إن التصديق على هذه الإستراتيجية من شأنه أن يضعف دفاعات الولاياتالمتحدة، وهي فكرة رفضها الرئيس أوباما والديمقراطيون فى مجلس الشيوخ. وقد فاز الجمهوريون ب240 مقعدًا في مجلس النواب مقابل 183 مقعدًا للديمقراطيين، وباقي 12 مقعدًا لم يتم بعد إعلان نتائجها، بينما لا يزال فوز الحزب الديمقراطى ب51 مقعدًا في مجلس الشيوخ مقابل 46 صوتًا للجمهوريين وباقي 3 مقاعد لم يتم بعد إعلان نتائجها كما هو حتى التاسعة صباح الأربعاء بتوقيت واشنطن، الثالثة بتوقيت القاهرة. وهذه الأرقام لا تؤثر على ما تم إعلانه من قبل بشأن فوز الحزب الجمهورى بأغلبية مجلس النواب، ولا على فوز الحزب الديمقراطي بأغلبية مجلس الشيوخ في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس التي أجريت أمس الثلاثاء، وذلك وفقًا لنتائج الانتخابات التي تنشرها صحيفة واشنطن بوست على موقعها أولا بأول. وهكذا استعاد الجمهوريون الأغلبية في مجلس النواب من الديمقراطيين بعد أن فقدوها منذ 4 سنوات، فى ظل ناخبين قلقين على حالة الاقتصاد الأمريكي ورغبتهم في تقليل حجم الحكومة الأمريكية، وقضايا أخرى أثرت على عملية التصويت، ومنها الرعاية الصحية والهجرة غير الشرعية وحربا العراق وأفغانستان، والأمن. وهذه هي المرة الثالثة على التوالي التي يبعد فيها الناخب الأمريكي حزبًا في الحكم عن مقاليد الأمور، في رسالة رأت صحيفة واشنطن بوست أن السياسيين في واشنطن قد يكونون أدركوا أنها تشير إلى أن هناك شيئًا خطأ، وأن هناك حاجة إلى التغيير. وسوف يتم إعلان النتائج النهائية رسميًّا بعد الانتهاء من فرز جميع الأصوات، وسوف يعقد الرئيس أوباما مؤتمرًا صحفيًّا بعد ظهر اليوم الأربعاء يتناول فيه نتائج الانتخابات، ومن المتوقع أن يدعو فيه الحزبين الديمقراطي والجمهوري إلى التعاون والابتعاد عن الانتقادات القاسية التي شهدتها الأشهر الماضية والعمل معا للنهوض بالاقتصاد الأمريكي.