جرت في بغداد اليوم الثلاثاء مراسم تشييع جثامين عدد من المسيحيين الذين قتلوا خلال عملية احتجاز رهائن مسيحيين من قبل تنظيم القاعدة في كنيسة "سيدة النجاة" في حي الكرادة بالعراق الأحد الماضي. وانطلق موكب التشييع في شوارع حي الكرادة وصولا إلى كنيسة "مار يوسف" حيث حمل المشيعون صورا للقتلى ولوحوا بأعلام العراق، فيما بدا الحزن الشديد والأسى على وجه عوائل الضحايا. من جهة أخرى، قرر رئيس الحكومة العراقية القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي اليوم، حجز آمر الفوج المسئول عن حماية منطقة الكرادة التي وقع فيها الاعتداء على الكنيسة والذي تسبب بمقتل 52 شخصا من المسيحيين وجرح أكثر من 75 آخرين. وفي سياق متصل، قررت الحكومة العراقية خلال اجتماعها الأسبوعي اليوم الثلاثاء، تشكيل لجنة للتحقيق في الجريمة ومحاسبة المقصرين وتعويض ذوي القتلى وإعادة إعمار الكنيسة. من جهة أخرى قال البطريرك عمانوئيل الثالث دلي بطريرك الكلدان في بغداد ورئيس طائفة الكاثوليك في العراق بعد زيارته لكنيسة سيدة النجاة في بغداد التي هاجمها مسلحون "نستنكر ما قام به البعض بقتل هذا العدد الكبير والهجوم على أولئك الذين كانوا يصلون ويطلبون السلام والأمن." وصرح مسؤولون في الكنيسة بأن هجوم تنظيم القاعدة على الكنيسة يوم الأحد الماضي هو الأكثر دموية ضد مسيحيي العراق خلال سبعة أعوام من اقتتال طائفي أعقب الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة للعراق عام 2003 . ووجه الكردينال دلي أمس الاثنين ما وصفها بأنها مطالبة سابقة له وقال "ما طلبته وأطلبه ولم أزل أطلبه أن توفر الحماية دوما لأجل جميع المؤمنين لأجل جميع المواطنين على حد سواء دون استثناء." وأضاف "إننا مستاءون جدا أن ما حدث في هذا البلد العزيز في بغداد العزيزة على المسيحيين كما حدث سابقا أيضا على إخوتنا المسلمين. هذه الحوادث مؤلمة للجميع."وأصدرت الكنيسة شريط فيديو يظهر الإضرار التي لحقت بهيكل الكنيسة من أثاث متناثر وفتحات أحدثتها طلقات نارية. ويقول مسؤولون إن بعض المسلحين فجروا أحزمة ناسفة أو ألقوا قنابل يدوية أثناء الهجوم لكن مصادر قالت إن كثيرا من الضحايا قتلوا في معارك بين الشرطة والمسلحين. واستغرق الهجوم عدة ساعات وانتهى باقتحام ضباط شرطة الكنيسة.