«البلاغ المقدم من بكرى ضد تنفيذ الصفقة يأتى من دوافع عاطفية موجودة لدى كل المصريين نحو عمر أفندى، بسبب ارتباطهم به على مدار أجيال متعاقبة»، تبعا لمحمد متولى، رئيس الشركة العربية للاستثمارات والتنمية القابضة، التى أعلنت قبل أيام عن شرائها لحصة شركة أنوال السعودية فى عمر أفندى، فى تصريحات خاصة ل«الشروق». وقال متولى إنه يدرك العلاقة العاطفية بين المصريين وعمر أفندى، «لذلك أدعو كل مواطن لشراء سهم واحد فى شركة العربية من خلال البورصة المصرية، فور إتمام صفقة شراء عمر أفندى كى يكون الجميع مشتركا فى ملكية عمر أفندى»، مشيرا إلى أن بلاغ بكرى جاء بدافع من المصلحة الوطنية، رغم أن الاستثمار الأجنبى أو المحلى يساهم بدور مهم فى التنمية الاقتصادية. وكانت سلسلة متاجر عمر أفندى العريقة التى تأسست عام 1856، عادت محلا للجدل مجددا بعد إعلان شركة العربية يوم الخميس الماضى عن توقيع عقد مع شركة أنوال السعودية المملوكة لرجل الأعمال جميل القنبيط، لشراء 85 % من عمر أفندى الذى اشتراها فى عام 2007، وكما أثارت صفقة بيعها الأولى من قبل الحكومة للقنبيط، الانتقادات والرفض من نسبة كبيرة من الشعب المصرى وممثليه فى مجلس الشعب والمتحدثين باسمه فى وسائل الإعلام تكرر نفس السيناريو مع إعادة البيع، بسبب وجود قضايا بين القنبيط والحكومة المصرية لمشاكل مرتبطة بالعمال بصورة أساسية، وكان أبرزها تقدم مصطفى بكرى، الإعلامى المعروف وعضو مجلس الشعب ببلاغ للنائب العام ضد تنفيذ الصفقة الجديدة. وأضاف متولى أنه تم توقيع العقد وسيتم دفع قيمة الشراء فور حل القنبيط مشاكل عمال عمر أفندى مع الحكومة»، وقال إن المفاوضات السابقة لتوقيع العقد مع القنبيط تضمنت ضرورة حل المشاكل المرتبطة بالعمال مع الحكومة قبل دفع قيمتها، «وقد طلبنا منه التصالح مع الحكومة بطريقة ودية وبعيدا عن المحاكم وإذا لم تنجح هذه المسألة فإن الصفقة لن تتم». وأشار إلى أن مشاكل القنبيط مع الحكومة بشأن عمر أفندى بسيطة ويستطيع حلها بسهولة، لكن متولى لم يحدد تكلفة حل تلك المشاكل، «لا أدرى فهذا الأمر بين القنبيط والحكومة» حسب متولى رد على سؤال «الشروق» بهذا الشأن، وأضاف إن هناك مشكلة أخرى متعلقة بخطة تطوير كان سيقوم بها القنبيط لمتاجر عمر أفندى. وتبلغ قيمة الصفقة نحو 320 مليون جنيه، كما قال بيان أرسلته شركة العربية للبورصة أمس، وهو ما يقل بنحو 269 مليون جنيه عن قيمتها عند شراء القنبيط لها حيث كانت قيمتها 590 مليون جنيه، وبرر متولى هذا الانخفاض فى قيمة الصفقة، بأن القنبيط اشترى عمر أفندى فى حالة جيدة حيث كانت تحقق أرباحا كما أنها لم يكن لديها أى ديون ملتزمة بسدادها، ويختلف الوضع الآن حيث تحقق الشركة خسائر كما أن لديها محفظة كبيرة من الديون. وقال متولى إن الديون والخسائر سيتحملها كل المساهمين فى عمر افندى كل حسب حصته، وسيكون نصيب العربية منها 85%، و10% لشركة القومية للتشييد الحكومية، و5 % للبنك الدولى، ومع ذلك يرى متولى أن وجود ديون وخسائر فى عمر افندى يصب فى صالح العربية الطرف المشترى لأن هذا يعنى أنها لن تكون محملة بأعباء دفع ضرائب فى مرحلة التطوير. وأرجع متولى خسائر عمر أفندى فى السنوات السابقة إلى عدم توفيق الإدارة، لذلك ستقوم العربية بتغيير إستراتيجية إدارة متاجر عمر أفندى، مشيرا إلى أن شركته ستبدأ فى إعادة الهيكلة، ثم التطوير فى المرحلة التالية، «نحن نخطط أن نحقق أرباحا من عمر أفندى منذ اللحظة الأولى» تبعا لمتولى.