واصلت أجهزة الأمن بالفيوم حملتها الأمنية فى قرية جردو التابعة لمركز إطسا فى محافظة الفيوم، مساء أمس الأول، لضبط المنتمين لجماعة الجهاد، حيث ألقى القبض على 4 مشتبه بهم جدد ليصل عدد المقبوض عليهم إلى 24 شخصا. وكانت أجهزة الأمن بالفيوم ألقت القبض على 20 شابا فى الساعات الأولى من صباح الخميس الماضى بعد محاصرة قرية جردو بسيارات الأمن المركزى، وقال مصدر أمنى إن المقبوض عليهم «متهمون بعقد اجتماعات فيما بينهم بدون تصريح لإحياء تنظيم الجهاد، واستقطاب شباب إليهم للمشاركة فى التنظيم وتكوين تنظيم مناهض للدولة وجار التحقيق مع المتهمين فى النيابة»، وأن «من بين قادة التنظيم فى القرية الشيخ عطية على هديلة، مدرس إعدادى ومدير جمعية ثمار الجنة، وسيد المهدى، مدرس إعدادى، وعلى حسن الثعلب، مدرس، وحسن أحمد حسن السعدى، مدرس إعدادى، وأحمد عبدالله زهران، وعبدالعظيم عبدالستار توفيق، مدرس، وأغلبهم يتم القبض عليه لأول مرة، وبينهم من يحمل تصريحا من وزارة الأوقاف بالخطابة فى المساجد». وكان سيد المهدى، خطيب المسجد الكبير بالقرية (مسجد العشيرى) أول المقبوض عليهم، وقالت زوجته، التى تعمل مدرسة، ل«الشروق» إن زوجها «يعمل مدرسا فى المدرسة الإعدادية ويحضّر لرسالة الدكتوراه فى تفسير القرآن بجامعة الأزهر ولدينا 4 أبناء فى مراحل التعليم المختلفة وهو حاصل على تصريح بالخطابة فى المساجد من وزارة الأوقاف». وأكدت أن زوجها «لا ينتمى إلى تنظيم الجهاد ولا أية تنظيمات دينية وكل ما يفعله هو تقديم المعونات للفقراء عن طريق جمعية ثمار أهل الجنة وهو مجرد عمل خيرى يؤديه فى ظل القانون، لأن الجمعية مشهرة بوزارة التضامن وعملها فى النور، وأهل القرية يتعاملون مع الجمعية منذ زمن». وأشارت الزوجة إلى أن المهدى «رجل أفنى حياته من أجل الخير وتفسير القرآن، وكان من المفترض أن ينقاش رسالة الدكتوراه التى أعدها الشهر المقبل»، مؤكدة أنه «غير متفرغ للاشتراك فى تنظيمات، ولا يمكن أن يكون من بين أعضاء تنظيم الجهاد كما يدعون، والضباط الذين ألقوا القبض عليه حضروا إلى المنزل فى ساعة متأخرة من الليل وطلبوا منه الذهاب معهم إلى أمن الدولة، وذهب معهم لسماع أقواله فقط ولم يعد حتى الآن، وطالبت زوجة المهدى بالإفراج عنه «حتى لايتم فصله من المدرسة ». ومن أهالى القرية، قال محمد عبدالحى، صاحب سوبر ماركت: «هؤلاء الدعاة أحدثوا حالة من القلق بالقرية بسبب اجتماعاتهم الدورية لوقت متأخر من الليل، وكانوا فى طريقهم لاختيار أحدهم للترشيح فى انتخابات مجلس الشعب واستغلال الجمعية الخيرية فى الدعاية الانتخابية». وقال أحد المواطنين طلب عدم ذكر اسمه إن عمليات القبض على بعض هؤلاء «جاءت كإنذار لكل المواطنين قبل انتخابات مجلس الشعب، ومطاردة التيار الاسلامى فى الانتخابات لأن الجماعات الإسلامية لها تأثير كبير على الانتخابات فى الفيوم». وقال عمر العشيرى، عمدة القرية «موضوع القبض على بعض المنتمين إلى الجماعات الإسلامية هو من شأن الأمن فقط وهذا أمر متروك للتحقيقات فى الجهات المختصة، أما بالنسبة للمجمع الانتخابى داخل القرية فقد تم إجراء اختيار عضو مجلس الشعب عن الدائرة فى هدوء شديد وأن أهل القرية متعاونون مع بعضهم البعض، ولا يوجد خلافات فيما بين العائلات فى الانتخابات القادمة والقرية هادئة تماما من أى مشاكل نظرا للترابط الأسرى بين العائلات وحل المشاكل فيما بين المواطنين بالطرق العرفية والمجالس التى يعقدها كبار العائلات».