أعلن رئيس مكتب الجامعة العربية في السودان، السفير صلاح حليمة، أن الجامعة ستشارك في مراقبة الاستفتاء على مصير جنوب السودان المقرر إجراؤه في شهر يناير القادم ببعثة تضم نحو 50 مراقبا. وقال السفير صلاح حليمة إنه سيتم توزيع هؤلاء المراقبين في كافة مناطق الاستفتاء، مشددًا على حرص الجامعة على عقد الاستفتاء في موعده بشفافية ونزاهة. وأضاف حليمة أن الجامعة العربية ستعقد مؤتمر جوبا 2 لإعمار وتنمية جنوب السودان بعد الاستفتاء، وبغض النظر عن نتيجته، موضحًا أن المؤتمر يهدف إلى المساعدة على إعمار وتنمية الجنوب وتأسيس بنية تحتية تربط شمال وجنوب السودان، وتعزيز المصالح المشترك بينهما، مؤكدا حرص الجامعة العربية على تطبيق مقررات اتفاق السلام بجعل الوحدة خيارا جاذبا لأهل جنوب السودان. وأشار إلى أن الجامعة العربية على اطلاع بكافة الجهود الرامية لمعالجة مشكلة أبيي، وهي ليس بعيدة عن الجهود الدولية والوسطاء القائمين بتقريب وجهات النظر بين الطرفين، وعلى الاتصال بالوساطة، والأطراف المحلية والإقليمية المعنية، موضحا أن هذه الجهود تدفع الأطراف لإجراء استفتاء حول مصير المنطقة أو عقد تسوية سياسية بين الجانبين في إطار ما يتم الاتفاق عليه من تفاهمات بينهما. وعلى صعيد متصل، حذرت مؤسسة ريفت فالي الحقوقية، اليوم الجمعة، من أن التنازع حول نتائج استفتاء جنوب السودان على تقرير المصير قد يشعل من جديد واحدة من أطول وأشرس الحروب في أفريقيا. والاستفتاء المقرر في يناير هو ذروة اتفاق السلام الموقع عام 2005 والذي أنهى أكثر من عقدين من الحرب الأهلية بين شمال السودان وجنوبه، ويتكهن معظم الخبراء بأن سكان جنوب السودان سيصوتون لصالح الانفصال. لكن مؤسسة ريفت فالي التي لا تهدف للربح قالت إن مصداقية الاستفتاء مهددة بسبب مشاكل لوجيستية فضلا عن مزاعم تعمد ساسة شماليين، يرفضون انفصال الجنوب، تعطيله. وقال التقرير الذي صدر بعنوان (سباق مع الزمن) إنه "في حالة التصويت ضد الوحدة، فإن استفتاء جنوبيا تشوبه عيوب فنية خطيرة من شأنه أن يضر بشرعية الانفصال". وأضاف "سينطوي التنازع بشأن النتيجة على مخاطر جسيمة من حيث العودة المحتملة إلى المواجهة العسكرية بين الشمال والجنوب". وقال التقرير الذي صدر في 65 صفحة إن ضغط الوقت يجعل "من المستبعد بشكل متزايد إجراء (استفتاء) دون أوجه قصور إجرائية"، ومن شأن الافتقار إلى الوضوح في عملية التصويت أو حرمان أعداد كبيرة من الناخبين من الإدلاء بأصواتهم أن يثير شكوكا بشأن صحة النتيجة. وكان حزب المؤتمر الوطني الحاكم الشمالي قد قال إنه سيقبل نتيجة الاستفتاء، لكنه يضيف هذا التحذير دائما وهو إذا كانت العملية حرة ونزيهة. وذكر التقرير أن على مفوضية الاستفتاء بذل جهد "هائل" لضمان النظر إلى الاستفتاء على أنه عملية أكثر نزاهة من انتخابات الرئاسة والانتخابات البرلمانية التي جرت في أبريل هذا العام وانتقدتها جماعات المعارضة. وقال رئيس مفوضية استفتاء الجنوب، أمس الخميس، إنه إذا جرى الاستفتاء في موعده في ظل الجدول الزمني الضيق والمشاكل اللوجيستية فهذه ستكون "معجزة". وكان بعض أعضاء مجلس الأمن الدولي قد قالوا إنهم سيقبلون بتأجيل قصير الأجل لأسباب فنية. وذكر التقرير أن هذا ربما يكون مطلوبا للحفاظ على مصداقية الاستفتاء. وأودت الحرب الأهلية بين شمال السودان وجنوبه بحياة نحو مليوني شخص، معظمهم بسبب المجاعة والمرض.