ساد إضراب عام مدينة أم الفحم ردا على اعتداءات قوات الشرطة الإسرائيلية على المواطنين وقادة الجماهير العربية الذين تصدوا لمظاهرة اليمين الإسرائيلى المتطرف، بينما حذر عضو عربى فى الكنيست الإسرائيليين من تنفيذ مخططات التهجير قائلا: إن لحم العرب «مر». وجاء الإضراب بدعوة من اللجنة العليا للجماهير العربية فى الأراضى المحتلة عام 1948 (المناطق العربية فى إسرائيل) فى ختام اجتماع طارئ عقدته مساء أمس الأول فى مقر بلدية أم الفحم لبحث آخر التطورات والمستجدات فى أعقاب المواجهات التى اندلعت صباح أمس الأول وما نتج عنها من إصابة العشرات بالاختناق نتيجة الغاز المسيل للدموع. ويشمل الإضراب المدارس والمؤسسات العامة والمرافق التجارية فى المدينة وسيعقبه خطوات أخرى منها المطالبة بإقامة لجنة تحقيق رسمية فى تصرفات الشرطة. وقررت اللجنة أيضا المشاركة فى مسيرة إحياء ذكرى مجزرة كفر قاسم اليوم وتحويلها إلى مسيرة واسعة ضد العنصرية والتظاهر أمام المحكمة بمدينة الناصرة أثناء محاكمة المعتقلين وتقديم شكاوى ضد الشرطة من قبل الجرحى والمصابين. كما تقرر عقد اجتماع خاص للجنة المتابعة لوضع خطة لمواجهة العنصرية واستعجال إرسال مذكرات أقرت سابقا إلى الولاياتالمتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبى والأمم المتحدة ومنظمة التحرير الفلسطينية وحكومة إسرائيل وجامعة الدول العربية ومنظمة الدول الإسلامية بشأن الاعتراف بيهودية إسرائيل ومعارضة الجماهير العربية للتبادل السكانى. وفى تصريح خاص ل«الشروق» عبر الهاتف من داخل الخط الأخضر، قال النائب العربى فى الكنيست الإسرائيلى عصام مخول إن الإضراب يأتى «ردا على العدوان البوليسى بالتعاون مع القوى الفاشية التى وصلت إلى أم الفحم بالامس لاستفزاز المواطنين العرب». وقال إن من يعتقد أنه يستطيع بذلك إخراجنا من أرضنا وتهجيرنا فأنا أعتقد أن لحمنا سيكون مرا وليس بهذه السهولة نترك بلادنا وعلى من يرد تنفيذ هذه المخططات أن يحسب ألف ألف حساب». وأوضح النائب مخول أن الجماهير فى أم الفحم وغيرها من القرى العربية قادرة على التصدى لقطعان الفاشيين المتطرفين، لكن الإضراب والاحتجاجات التى نقوم بها هى ضد المؤسسات الأمنية الإسرائيلية وحكومة بنيامين نتنياهو التى تساند هذه الأعمال الاستفزازية». وقال «إننا نتحدث حاليا عن عصابات كانت خارجة عن القانون فى الثمانينيات وأصبحت الآن فى سدة الحكم». ورأى أن هناك أجواء من التحريض المنفلت ضد النواب العرب فى الكنيست فى محاولة لنزع الحصانة عنهم وشرعية النضال السياسى عن الجماهير العربية فى إسرائيل». وأكد مخول أن التحرك العربى داخل إسرائيل يعتمد على بناء جبهة واسعة تتضمن أيضا يهودا ديمقراطيين يعارضون هذا النهج، قائلا: «اليمين يريد أن يعزلنا داخل المجتمع الإسرائيلى ونحن نرى أن معركتنا هى تجنيد أوسع جبهة من الرافضين لسياسات اليمين وهذا هو الخيار الصحيح الذى يضمن لنا التفوق فى معادلة من يعزل الآخر».