نفى رئيس المجموعة العربية بحزب المحافظين وفيق مصطفى، الذى يقود الائتلاف الحاكم فى بريطانيا، تعمد رئيس الحزب والحكومة ديفيد كاميرون مقاطعة حفل أقامه السفراء العرب على هامش مؤتمر الحزب الأخير الذى عقد فى مدينة برمنجهام، وعزا عدم حضور كاميرون للحفل ل«أسباب أمنية» وعدم خبرة المنظمين. وأشار مصطفى فى تصريحات ل«الشروق» إلى أن رئيس الوزراء كاميرون ووزير خارجيته وليام هيج لم يتمكنا من حضور الحفل «لأنه لم يكن بمقدورهما الخروج من المنطقة الأمنية المحيطة بمكان انعقاد المؤتمر»، قائلا إن «بعض الإخوة الذين قاموا بترتيب هذه الأمور (حفل العشاء) من مكتب جامعة الدول العربية لم تكن لديهم خبرة فى ذلك». وأردف بالقول: «التنظيم من الناحية العربية تنظيم ضعيف.. كما (كانت هناك) إجراءات أمنية مشددة فى برمنجهام خلال مؤتمر حزب المحافظين، خصوصا بالنسبة لمسألة الدخول إلى منطقة السياج الأمنى والبقاء هناك.. وأعتقد أن الموظفين الذين قاموا بالأمور اللوجيستية الخاصة بحفل العشاء لم يكن لديهم إدراك بهذه الأمور وبالتعقيدات المحيطة بمثل هذه الدعوة». رئيس المجموعة العربية بحزب المحافظين البريطانى أشار كذلك إلى أن «الاحتياطات الأمنية» التى تم اتخاذها لتأمين مؤتمر الحزب هذا العام «كانت أكثر شدة لأن رئيس حكومة بريطانيا والكثير من أعضاء الحكومة كانوا داخل السياج الأمنى المحيط بمقر انعقاد المؤتمر». وأثار عدم حضور كاميرون لحفل العشاء غضب السفراء العرب الذين قرر عدد منهم الرد على ذلك عبر مقاطعة الكلمة التى ألقاها ديفيد كاميرون يوم الأربعاء الماضى أمام المؤتمر السنوى لحزب المحافظين الذى يتزعمه، وهو المؤتمر الأول للحزب منذ فوزه فى الانتخابات البرلمانية التى جرت الصيف الماضى. ولكن مصطفى أكد «التقدير الكبير» الذى تكنه الحكومة البريطانية وحزب المحافظين ل«السفراء العرب.. والدليل على ذلك حضور وزيرى الدولة لشئون الشرق الأوسط وشئون أوروبا لحفل العشاء إلى جانب سبعة أو ثمانية من أعضاء مجلس العموم». وقال إن ما حدث لا يشكل ما يمكن اعتباره «رسالة خاطئة» من حزب المحافظين إلى العالم العربى، مؤكدا أن «السفراء يفهمون ذلك، ويعرفون أن الخطأ كان لوجيستيا وليس سياسيا.. هو خطأ إدارى بحت»، وأشار إلى أن من غابوا عن الحضور «اعتذروا عن ذلك كما كانت هناك توضيحات رسمية إلى حد ما حول أسباب ما حدث». وأضاف أن «هناك أسفا على ما جرى من جانب بعض الجهات بداخل حزب المحافظين عندما علموا به»، معربا عن أمله فى ألا «تتكرر مثل هذه الأزمة مرة أخرى، وأتصور أنها لن تتكرر». ولم يعلق مصطفى على ما تردد من أن غضب السفراء العرب ازداد بعد علمهم بحضور غالبية قيادات حزب المحافظين لحفل مماثل أقامته جمعية موالية لإسرائيل على هامش مؤتمر برمنجهام أيضا، ولكنه شدد على أن الانطباع السائد فى بعض الدوائر بأن حزبه «أكثر ميلا» لإسرائيل من غريمه حزب العمال يعود إلى ما تقوله «وسائل الإعلام العربية التى تهتم بالصورة وليس بالمضمون». وحمل من سماهم «بعض اليساريين فى الصحافة العربية والمصرية» مسئولية انتشار هذا «الانطباع السلبى». وأضاف رئيس المجموعة العربية بحزب المحافظين قائلا إن «موقف الحزب والحكومة التى يقودها لا يختلف كثيرا عن موقف حكومتى تونى بلير وجوردون براون (العماليتين)». وأشار فى هذا السياق إلى أن لبريطانيا «علاقات قوية جدا مع مصر والمملكة العربية السعودية ودول الخليج العربى والعراق». ولكن مصطفى أقر بأن «هناك مناطق يمكن الاختلاف فى الرؤية السياسية بشأنها، ولكنها محل البحث والمناقشة باستمرار من بينها الوضع الفلسطينى الإسرائيلى».