يدرس الرئيس الروسى، ديمترى ميدفيديف، بجدية فكرة اصطحاب مجموعة من رجال الأعمال الروسيين، أثناء زيارته المرتقبة الأسبوع القادم إلى الجزائر، للمشاركة فى منتدى أعمال مع الحكومة الجزائرية، ومناقشة قضية شركة جيزى، وما تم مطالبتها به أمس الأول من سداد لضرائب جديدة، وفقا لما نشرته صحيفة روسية أمس، ونقلته عنها وكالة بلومبرج للأنباء. وأضافت الصحيفة أن رجل الأعمال المصرى، نجيب ساويرس، سيقوم بإرسال مجموعة من المسئولين فى شركة أوراسكوم تيليكوم، لحضور هذا المنتدى. وكانت شركة جيزى، وحدة أوراسكوم تيليكوم فى الجزائر، قد تلقت أمس الأول إخطارا ضريبيا رسميا من مصلحة ضرائب الشركات الكبرى، تطالبها فيه بدفع 230 مليون دولار عن عامى 2008 و2009، برغم ما أعلنته الشركة عن قيامها بتسديد الضرائب المستحقة عن هذين العامين. وقد جاءت هذه المطالبة الجديدة، وفقا لبيان أوراسكوم تيليكوم، تحت ادعاء أن جيزى لم تتقدم بسجلات سليمة عن حسابات الشركة، ونتائج أعمالها عن هذين العامين، وهذا ليس له أى أساس من الصحة. ويرى محلل فى أحد بنوك الاستثمار، رفض ذكر اسمه بسبب تحفظات الشركة على أى تعليقات من قبل البنوك على هذه القضية، أن روسيا قد تسعى بالفعل إلى التدخل من أجل تهدئة الأوضاع مع الحكومة الجزائرية، وحل مشكلة جيزى، فى محاولة منها لإتمام صفقة الاستحواذ بين مجموعة الاتصالات متعددة الجنسيات فيمبلكوم، مع ساويرس والتى تقضى بشرائها لشركة ويند الإيطالية، وشراء 51% من أوراسكوم. ويضيف المحلل أن مجموعة رجال الأعمال قد تتفاوض مع الحكومة الجزائرية بشأن تسديد جزء من هذه الضرائب، أو حتى جميعها فى سبيل الحصول منها على موافقة لإتمام الصفقة. «رجال الأعمال الروسيون قد يضحون بهذه المبالغ لما تمثله لهم عملية الاستحواذ هذه من توسع كبير للمجموعة»، كما يقول المحلل. وكانت صحيفة كومرسانت الروسية، قد ذكرت فى شهر أغسطس الماضى، نقلا عن مصدر لم تكشف عن هويته، أن مجموعة الاتصالات متعددة الجنسيات فيمبلكوم تتفاوض مع نجيب ساويرس، رئيس مجلس إدارة أوراسكوم تيليكوم، من أجل الاستحواذ على شركة ويند الإيطالية، وشراء 51% من أوراسكوم، فى خطوة منها إلى مضاعفة حجم فيمبلكوم تقريبا من حيث مستوى الإيرادات، عن طريق تحولها إلى لاعب دولى حقيقى يتمتع بتوزيع جغرافى متعدد المخاطر، وهو ما رفضت الشركة التعليق عليه حينئذ. وبالرغم من تحفظات أوراسكوم تيليكوم على التعليق عن أى صفقات لبيع جيزى، فإن مصدرًا بها قال ل«الشروق»: «بصراحة نحن نبذل كل الجهود من أجل إنهاء وجودنا فى الجزائر».