حذرت قبيلة المسيرية السودانية من أنها ستقاتل أي قوة تمنعها من التصويت في استفتاء بشأن ما إذا كانت منطقة أبيي الوسطى الغنية بالبترول، ستنضم إلى الجنوب في انفصال مرجح. ويعتزم سكان أبيي التصويت في استفتاء شعبي في 9 يناير المقبل، يجري بالتزامن مع استفتاء بشأن استقلال الجنوب الذي يعتقد محللون أنه سيسفر عن انفصال. ويقول الشمال إن قبيلة المسيرية، وهي من البدو العرب التي تمضي شهورا كل عام في رعي الماشية في أبيي، يجب أن تصوت في الاستفتاء الشعبي إلا أن الجنوب يرفض، وأوقف الطريق المسدود الإعداد للاستفتاء، ولم يتفق الجانبان بعد بخصوص لجنة تنظم التصويت المقرر خلال نحو 3 شهور. وقال مختار بابو نمر شيخ قبيلة المسيرية، أمس الأربعاء، إنه إذا لم يتم قبول أصوات أفراد القبيلة في الاستفتاء فلن يكون هناك استفتاء، محذرا من أن القبيلة ستستخدم القوة للحصول على حقوقها وستستخدم السلاح ضد أي من يحاول منعها من التصويت في الاستفتاء. وكانت محكمة التحكيم الدائمة ومقرها لاهاي، أصدرت حكما بخصوص حدود أبيي بعد فشل الشمال والجنوب في الاتفاق، إلا أن الحدود لم يجر ترسيمها على الأرض بسبب تهديدات من قبيلة المسيرية التي ترفض الترسيم. وذكر شهود عيان أن نحو ألفين من أفراد القبيلة تظاهروا في بلدة المجلد أمس الأربعاء، وسلموا قائمة بمطالبهم لمكتب الأممالمتحدة هناك تتضمن مراجعة حدود أبيي وحقهم في التصويت في الاستفتاء الشعبي. وهدد بابو نمر بأنه إذا لم يجر الوفاء بمطالبهم فإنهم سيشعلون كل شيء، مضيفا أنه إذا أدى ذلك إلى حرب فليكن. ويعتقد محللون أن النزاعات التي لم يجر حلها بين القبائل المحلية مثل المسيرية قد تشتعل وتعيد الشمال والجنوب إلى الحرب الأهلية المدمرة التي أسفرت عن سقوط مليوني قتيل وأدت إلى زعزعة استقرار شرق إفريقيا. وتخشى قبيلة المسيرية إذا انفصل جنوب السودان وأصبحت الحدود بين الشمال والجنود حدودا دولية أن تخسر حقوق الرعي. وتقع أبيي في حوض المجلد الذي ينتج معظم إنتاج السودان من خام مزيج النيل، ولكن زعزعة الاستقرار في المنطقة عطلت المزيد من عمليات التنقيب.