عن المركز الثقافي العربي ببيروت، صدر كتاب 'العنف في الإسلام المعاصر، معطى بنيوي أم نتاج تاريخي" للباحثة والكاتبة اللبنانية الدكتورة ريتا فرج، (الكتاب أطروحة دكتوراه في الدراسات الإسلامية تحت إشراف الدكتور رضوان السيد). يعالج الكتاب أربع إشكاليات أساسية، هل العنف بنيوي مصدري في الإسلام؟ وهل التأويل السياسي للدين هو ما أنتج العنف؟ هل الصدام بين الغرب والإسلام نتيجة لرغبة الغرب في السيطرة على بلاد المسلمين أم أن المسلمين يهددون الحضارة الغربية؟ هل يشكل النقد التاريخي للتراث الإسلامي خطرا على الإسلام أم على حركات الإسلام السياسي؟. وترى الكاتبة أنه لا بد من الإقرار بأن الغرب ليس واحدا ولا الإسلام أيضا، ولكن لا بد من الإقرار بأن الاستشراف لعب الدور الأساسي في تقديم صورة نمطية عن العرب والمسلمين، فقدمهم على أنهم شعوبا متخلفة وعنيفة، وأن دينهم- أي الإسلام- يحض على العنف، وأن هذا العنف بنيوي، سواء في المصادر التأسيسية أو البنية الشخصية. وتغوص المؤلفة في البنية التاريخية والأركيولوجية للعنف السياسي في الإسلام، بدءا بالفتنة الكبرى مرورا بالتأسيس للملك العضوض، وصولا إلى الصدام بين الإسلام والغرب الذي تم تدشينه مع الحروب الصليبية، دون أن تنسى ما خلفه فقه جماعات العنف من مؤثرات شوهت صورة الإسلام في مرآة الغرب.