انطلق فى العاصمة الروسية موسكو أمس الأول مؤتمر دولى بعنوان «القطب الشمالى.. ساحة للحوار، لبحث ملف «موارد القطب الشمالى» التى يتنازع عليها كل من روسيا والولايات المتحدة وكندا والنرويج والدنمارك، وهو ما اعتبرته صحيفة إندبندنت البريطانية «فرصة لتجنب حرب باردة جديدة». الصحيفة أوضحت فى تقرير على موقعها الإلكترونى أمس أن التكنولويجا الحديثة وتغير المناخ أسرعا من وتيرة النزاع على ملكية موارد القطب الشمالى. ورأت أن هذا المؤتمر قد يكون مجرد حلقة نقاشية، وقد يكون بداية لشىء أكثر أهمية، وهو التوصل إلى اتفاق بشأن المنطقة التى يعتقد أنها غنية بالموارد الطبيعية. وشددت على أن الحاجة إلى مناقشة ومعرفة الدولة صاحبة الحق فى استغلال موارد هذه المنطقة، وماهى حدودها، أصبحت أمرا ملحا لسببين، الأول هو توافر التكنولوجيا الحديثة للتنقيب والحفر حتى فى المناطق ذات الحرارة المنخفضة، وأخيرا التغير المناخى الذى ساعد على تقلص طبقة الجليد فى القطب، وهو ما يسهل من حركة الملاحة والوصول بيسر إلى هذه المنطقة المتنازع عليها. وقبل عدة سنوات قدمت روسيا طلبا للأمم المتحدة تدعى فيه ملكيتها لقطاع «لومونوسوف»، لكن الطلب رفض لعدم كفاية الأدلة، ورغم ذلك قامت موسكو قبل ثلاث سنوات بغرس علمها تحت مياه القطاع على الرصيف القارى، وهو الأمر الذى تسبب فى بعض التوتر الذى قد يمهد لبدء «حرب باردة جديدة». ورأت إندبندنت أن المؤتمر، الذى يحضره العديد من العلماء والخبراء ورجال الأعمال وسياسيين من 15 دولة، يجب أن يقوم على مبدأ الحوار والبحث وتقصى الحقائق بديلا عن سياسة وضع اليد، مشيرة إلى قول روسيا عندما دعت للمؤتمر، إنها تؤكد تعاونها مع باقى الدول وتظهر مظاهر الود تجاه المجتمع الدولى. ويبحث المؤتمر، المقام تحت رعاية الجمعية الجغرافية الروسية التى يرأس مجلس أمنائها رئيس الوزراء الروسى فلاديمير بوتين، قضايا المنطقة المتجمدة الشمالية التى تحتوى على مخزونات كبيرة من الموارد الطبيعية، منها ثلث المخزون العالمى من الغاز الطبيعى. وتطل على جرف هذه المنطقة كل من روسيا والنرويج والدنمارك والولايات المتحدة وكندا. كما يناقش المؤتمر أيضا مواضيع التغير المناخى وعواقب النشاط الاقتصادى للبشر والمسائل المتعلقة بالتنمية المستمرة فى منطقة القطب الشمالى.