رغم أن المؤشرات كلها تؤكد أن أزمة مسلسل «عابد كرمان» فى طريقها للانتهاء بعد أن خرجت معلومات تؤكد موافقة الجهات الأمنية على عرض العمل بعد أن استجابت أسرة المسلسل لملاحظاتها وقامت بتعديلها بالمونتاج، لكن يظل موعد العرض على الشاشة فى طى الكتمان، من جانبه يقول السيناريست بشير الديك: «لا أعلم موعد عرض «عابد كرمان»، ومعلوماتى أن الصورة قد تتضح خلال أيام بعد أن شاهدته الجهات الأمنية كاملا ولمست استجابتنا لكل ما طلبته من تعديلات». وعن تأثير هذه التعديلات على العمل قال: «لحسن الحظ حذف مشاهد موشى ديان وزير الدفاع الإسرائيلى الأسبق لم تضر العمل خاصة أن ديان لا يظهر إلا فى الحلقات الثلاث الأخيرة، أى انه ليس شخصية فاعلة بل هو وسيلة لكى يدعم موقف عابد لتسهيل مهمته داخل أحد المبانى التى يريد أن يخترقها، وقمت بمعالجة الموضوع بأن استعنت برئيس هذا المبنى لكى يكون وسيلة تسهيل مهمة عابد عندما تقرب إليه، ولكن تظل الأحداث الدرامية على نفس القدر من الإثارة». وعن أسباب حذف مشاهد ديان قال: «حذفنا المشاهد بناء على طلب الجهات الأمنية ولكن لا نعلم السبب الحقيقى، ولكن قرأت عبر بعض الصحف أن السبب هو أن إسرائيل أصبحت دولة صديقة وأن وجود ديان فى هذا العمل به نوع من الإساءة، ومن شأنه التأثير على هذه الصداقة، وهذا أمر لا أقبله على الإطلاق ولن اعترف به أبدا فضلا على أن ديان كان يظهر فى العمل على انه بطل قومى بإسرائيل وكان عابد يستغل علاقته به لكى يسهل مهامه داخل الصفوف الإسرائيلية وبذلك فإن فكرة الإساءة غير موجودة. وعن تأثير هذا الحذف على مصداقية العمل ومستواه الدرامى قال المخرج نادر جلال: «بالطبع هذا الحذف كان له تأثير ليس على المستوى الدرامى، فاستبدال الشخصيات وتغيير اسم المسلسل من «كنت صديقا لدايان» إلى «عابد كرمان» وحذف اسم القصة المأخوذ منها العمل من التيتر كل هذا أثر بشكل كبير على مصداقية العمل، خاصة أن الجمهور سيتابع العمل خصيصا لكى يشاهد موشى ديان بعد الضجة الإعلامية التى أثيرت وتكون المفاجأة فى انتظارهم باختفاء ديان من العمل بزعم أن وجوده يسىء للعلاقات المصرية الإسرائيلية وهذا أمر عجيب!». ويضيف جلال: «أشعر بحالة إحباط، خاصة أننى كنت أقدم مسلسلا يفترض أنه عمل وطنى، سعدت به جدا منذ أن قرأته على الورق، ولكنى وجدت نفسى أمام هذا الصدام الذى دفعنى للتفكير بجدية فى الاعتزال، لكنى تراجعت أملا فى انتهاء هذا الإحباط سريعا، ولإيمانى بأننى رجل صاحب مبدأ أحب هذا البلد والرجال الذين ضحوا من أجله واسعى لتمجيدهم فى أعمال درامية محترمة، ولكن الإنسان صاحب المبادئ دائما ما يواجه عقبات فى مشواره، وأذكر هنا أننى قرأت تصريحا لبشير الديك يقول فيه إنه لن يقدم على تكرار التجربة وانه لن يتعامل مع تلك النوعية من الأعمال ولا ألومه على موقفه، ولكنى سأواصل». وأشار نادر جلال إلى حالة الإحباط التى أصابت فريق العمل الذى تعب كثيرا فى تصوير المشاهد طوال 6 أشهر تنقل فيها بين سوريا وفرنسا وقبرص وبلجيكا، وقال: «أشعر بحالة حزن شديدة على الفنان شريف صبحى الذى أجاد بشكل رائع فى تجسيد شخصية ديان، وبعد ذلك حذفت مشاهده بالكامل، وأزعم انه لو عرض العمل كان سيحقق نقلة كبيرة فى حياة شريف هو فى أمس الحاجة إليها». وأكد المنتج هشام شعبان انه فى غضون أيام قليلة سيتلقى الموافقة النهائية على عرض المسلسل وقال: «لقد وضعنا أنفسنا فى هذه المشكلة، نظرا لأننا بدأنا تصوير المسلسل متأخرا ولو كنا بدأنا مبكرا لتفادينا هذه المشاكل كلها، خاصة أنه من حق الأمن أن يشاهد العمل كاملا، وبالفعل أرسلناه كاملا يوم 6 رمضان وكان الرد رائعا وأن المسلسل حظى بإشادة الجميع». وأشار إلى أنه بعد تسلم الموافقة سيبدأ فى بحث موضع اختيار موعد العرض مع التليفزيون المصرى والحياة والart وهى القنوات المتعاقدة على عرض العمل وسيكون القرار لها فى شأن عرضه قريبا أو تأجيله لرمضان المقبل.
