ترتبط قناة الأوربت وربما الشبكة كلها عندى بعائلة أديب، الأخ الأكبر عماد الذى أرسى قواعد إعلامية وأسس مدرسة مهمة فى الحوار مبنية على الدراسة والبحث والتدقيق فلا يمكن أن ترى عماد أديب، وهو يتحدث دون أن يذكر لك رقما أو إحصائية أو تاريخًا كل شىء عنده بحساب دقيق، وهى مدرسة جعلته من كبار إعلاميى المنطقة بدون أدنى شك، وكما كان لوجوده علامة مهمة فى الساحة الإعلامية ما زلنا نتذكر حواراته المهمة مع قادة العالم العربى كان لخروجه الآمن من القناة علامة أيضا فقد أعطى درسا بالتوقف، وهو فى أوج مجده وهو درس يا ليت بعض إعلاميينا، الذين يفقدون بريقهم ويصرون على الوجود يتعلمونه، ومن أديب الأكبر إلى أديب الأصغر صاحب خفة الدم والأسلوب الساخر والحرفة والحكمة، التى تظهر فى وقت اللزوم الإعلامى المهم عمرو أديب، الذى لو لم يتذكر له التاريخ سوى حملاته المحترمة لجمع النقود للمرضى ولمتضررى الظروف الكثيرة، التى يمر بها المواطن المصرى وأحيانا العربى حملته لأهالى غزة لكان واحدا ممن أثروا فى إعلامنا.. عماد وعمرو هما ميراثنا فى الأوربت، ويأتى بعدهما برامج مهمة ومميزة جعلتنا نرتبط بهذه الشبكة مثل برنامج على الهوا الذى يقدمه جمال عنايت الآن وعدد آخر من البرامج، ولعل برنامج القاهرة اليوم الذى يقدمه عمرو أديب، ومعه عدد من الإعلاميين أمثال أحمد موسى ومحمد شردى وحمدى رزق وآمال عثمان ومعهم عزت أبوعوف ورجاء الجداوى هو صاحب الأثر الأكبر عند المشاهد الذى تعود على وجوده يوميا، كل هؤلاء وهم نخبة من المصريين المهاجرين للعمل فى استثمارات عربية هم قلب الأوربت وظهورهم من مصر يعطى القناة الحياة، ولذلك كان الأجدى من إدارة الأوربت أن تكون حريصة أكثر على ميراث عائلة أديب المصرية، وعلى كتيبة القاهرة اليوم، الذين لا يمكن أن يطلوا على جمهورهم من أى مكان آخر ليقدموا برنامجهم «القاهرة اليوم» غير مصر، فى رأيى إدارة الأوربت هى المسئول الوحيد عن أزمة مدينة الإنتاج، وكان لابد ولو من منطلق تجارى واقتصادى أن يكونوا حريصين على العائلة المصرية المميزة، التى صنعت للقناة اسما وألا يضعوهم فى مثل هذه المواقف السخيفة، التى لايكسب منها أحد واعتقد أن الأوربت كسبت الكثير من وجودها فى مصر، وبالتالى لا أرى أى سبب لتأخر سداد المديونيات لمصر ولمدينة الإنتاج الإعلامى.