أعلنت هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية، اليوم الخميس، عند وصولها إلى رام الله للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أن الولاياتالمتحدة "مصممة" على التوصل إلى اتفاق سلام من خلال المفاوضات المباشرة يحقق "طموحات الشعب الفلسطيني بإقامة دولة فلسطينية مستقلة". وتأتي هذه التصريحات فيما كشف مسؤول فلسطيني كبير أن اللقاء الذي عقد، أمس الأربعاء، بين رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الفلسطيني شهد "خلافات عميقة حول قضيتي الاستيطان والحدود"، وأنه "لم يحدث أي تقدم". وقالت هيلاري: "نحن والرئيس أوباما مصممون على تحقيق اتفاق سلام من خلال المفاوضات المباشرة لكي تحقق طموحات الشعب الفلسطيني بإقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة". من جهته قال الرئيس الفلسطيني أمام الصحفيين: "الوقت صعب والظروف صعبة والإدارة الأمريكية معنية بالوصول إلى السلام الذي لا بديل عنه من خلال المفاوضات". وتوجه عباس بالشكر لهيلاري وإدارة باراك أوباما على الجهود التي تبذلها في سبيل إحلال السلام في الشرق الأوسط. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي ورئيس السلطة الفلسطينية قد التقيا، أمس الأربعاء، في القدسالمحتلة في حضور هيلاري التي أشادت ب"جدية" الطرفين في المضي في محادثات السلام الصعبة بينهما. وفي هذا الإطار، كشف مسؤول فلسطيني كبير، اليوم الخميس، رفض ذكر اسمه، أن "اجتماع عباس ونيتانياهو شهد خلافات عميقة جدا حول قضيتي الاستيطان والحدود، وأن هوة الخلافات ما زالت عميقة رغم محاولة تدخل" هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية، وجورج ميتشل المبعوث الأمريكي لعملية السلام. وأوضح أن نيتانياهو "ما زال متعنتا في مواقفه بخصوص الاستيطان؛ حيث أبلغ الرئيس عباس أنه ليس باستطاعته تجميد البناء، وأنه سيواصل البناء بعد انتهاء فترة التجميد". ويشكل الخلاف بشأن الاستيطان أكثر المسائل الضاغطة في المفاوضات الجارية مع اقتراب انتهاء سريان قرار التجميد الجزئي لأعمال البناء في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربيةالمحتلة في 26 سبتمبر. وتابع المسؤول الفلسطيني أن "المفاوضات صعبة وشاقة، وأن الجانب الفلسطيني يريد التركيز على قضية الحدود لحل قضية الاستيطان، بحيث إذا اتفق مع الجانب الإسرائيلي على حدود الدولة الفلسطينية خلال فترة ال3 أشهر التي اقترحتها الإدارة الأمريكية يتوقف بعدها الاستيطان نهائيًّا في أراضي الدولة الفلسطينية المقبلة". وقال إن "الإدارة الأمريكية تريد وقف استيطان شامل في الأراضي الفلسطينية، بينما إسرائيل تريد الاستمرار في التجمعات التي تريد ضمها إلى إسرائيل"، ووصف المسؤول الفلسطيني اجتماع أمس الأربعاء بأنه "صعب، ولم يحدث به أي تقدم". وقال إنه اتفق على لقاء بين رئيسي الوفدين الإسرائيلي اسحق مولخو والفلسطيني صائب عريقات، فيما لم يتفق على أي اجتماع آخر بين عباس ونيتانياهو، ولم يحدد أي وقت له حتى الآن".