عشية استئناف محادثات السلام المباشرة أعربت السلطة الفلسطينية، التي يرأسها الزعيم الفلسطيني محمود عباس، عن أمله في وفاء الدول العربية بوعودها بمساعدة السلطة الفلسطينية ماليا. وقالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية إن السلطة الفلسطينية اشتكت، مساء أمس الاثنين، من إخفاق غالبية الدول العربية في الوفاء بتعهداتها بإمداد الفلسطينيين بالمساعدات المالية، على الرغم من الإلحاح الفلسطيني في طلبه. وأضافت الصحيفة أن عباس كان قد اشتكى، الأسبوع الماضي، من أن الفلسطينيين لم يروا "سنتا واحدًا" من مئات الملايين من الدولارات التي وعدت بها الدول العربية، خاصة خلال القمة العربية الأخيرة في ليبيا مارس الماضي، وتابعت أن رئيس السلطة الفلسطينية ناقش مسألة المساعدات مع الرئيس الليبي معمر القذافي خلال اجتماع جمعهما في طرابلس الأسبوع الماضي، وأعرب خلاله عن أمله في أن تحيي الدول العربية وعودها في نهاية المطاف. ونقلت جيروزاليم بوست عن مسؤول بالسلطة القول إن الإمارات وافقت بداية الأسبوع الحالي -تحت ضغط أمريكي- على التبرع بأكثر من 40 مليون دولار لميزانية السلطة، مشيرا إلى أن السلطة في حاجة إلى التبرعات لتسديد رواتب الموظفين وعناصر قوات الأمن الفلسطينية. كما لفت المسؤول إلى أن السعودية والإمارات هما البلدان الوحيدان، اللذان أرسلا تبرعات كبيرة إلى الفلسطينيين خلال العامين الماضيين، على الرغم من أن مجموع تبرعاتهما العام الحالي وصلت إلى أقل من نصف قيمة المساعدات خلال العام الماضي. كما نقلت الصحيفة عن حاتم عبد القادر، وزير شئون القدس السابق، قوله إن العرب مستاؤون جراء ذهاب السلطة إلى الأمريكيين وطلبها الضغط على الحكومات العربية لمنحها المال، مشيرا إلى أنه زار قطر مؤخرا لجمع المال إلى السكان والمؤسسات العربية في القدسالشرقية، وأضاف: "أخطرتني الحكومات العربية باستيائها من الأسلوب الذي يطلب به الفلسطينيون المساعدات المالية، عبر الأمريكيين". يذكر أن السعودية كانت قد منحت الفلسطينيين 240 مليون دولار عام 2009، بينما لم تسلمهم سوى 30 مليون دولارا في الفترة ما بين 1 يناير 2010 وحتى نهاية الشهر الماضي.