ننشر التعريفة الجديدة ل«نقل الركاب» بكفرالشيخ    الأونروا: المدنيون في غزة لا يزالون محاصرين وجوعى ومرضى تحت قصف كثيف    مدرب ليفربول يعترف بصعوبة مواجهة تشيلسي ويشيد بثنائي الدفاع ويكشف حالة أليسون    أسعار النفط تسجل 74.68 دولار ل"برنت".. و70.94 للخام الأمريكى    "الإسكان": إتاحة 426 قطعة أرض لذوى الهمم أو ذويهم بولاية ب20 مدينة جديدة    زحام كبير على ضريح السيد البدوي خلال حفل المولد (فيديو)    رئيس جنوب إفريقيا يحث «بريكس» على تعزيز التعاون في مجال التكنولوجيات    ويلات الصراعات الغاشمة    كوريا الجنوبية: بيونج يانج تشارك فى حرب أوكرانيا وتقرر إرسال 12 ألف جندى    علاوات وإجازات.. أبرز مزايا قانون العمل الجديد    ديربي الرياض| تشكيل الشباب المتوقع أمام النصر    هاني زادة: خدمت الزمالك كثيرًا.. و"شيلت بلاوي سوداء وتقارير حكام" لمنع شطب أي مسؤول بالنادي    ضبط 3 شركات للنصب على المواطنين بزعم تسفيرهم للعمل بالخارج    مهرجان الموسيقى العربية.. أبرز الفعاليات القادمة وجدول المتابعات    البث الإسرائيلى: نتنياهو أجرى مشاورات حول إنجاز صفقة تبادل بعد اغتيال السنوار    أمين الفتوى لقناة الناس: تركيب الرموش والشعر "الاكستنشن" للزوج فقط    تغيب العقل وتفسد البدن.. عباس شومان يرد على مزاعم عدم تحريم الخمر    ضبط 34 ألف نسخة كتاب بدون تصريح داخل مطبعة بالقليوبية    الجيش الأردني ينفي اجتياز عسكريين أردنيين الحدود الغربية للمملكة    اليونيفيل: تم استهدافنا 5 مرات عمدا فى لبنان    وزير الثقافة يشهد انطلاق فعاليات مؤتمر الشارقة الدولي للذكاء الاصطناعي واللغويات    وزارة الثقافة تطلق فعاليات مهرجان أسوان احتفالا بتعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني    مارسيل كولر يجتمع بالجهاز المعاون قبل السوبر المصري    محافظ البحيرة تعتمد تعريفة جديدة لركوب السرفيس والنقل العام والتاكسي بعد زيادة أسعار الوقود    غير صحيحة شرعًا.. الإفتاء تحذر من مقولة: "مال أبونا لا يذهب للغريب"    الأعلى للتعليم يوافق على إطلاق حملة توعية بحقوق الطلاب ذوي الإعاقة    يمنى البحار: تزايد إقبال السياح على حفلات الزفاف وقضاء شهر العسل في مصر    محاولة سرقة تنتهي بمق.تل طالب بسوهاج    موعد ومكان جنازة الشاعر أحمد على موسى    في ذكرى رحيله.. محطات مهمة في حياة الأديب جمال الغيطاني    كاميرات وعلامات إرشادية..الطريق البديل بعد الغلق الكلى لنفق محمد نجيب أسفل الأوسطي    تحرير 21 محضرًا ضد مخابز مخالفة في 3 مراكز بكفر الشيخ    نقيب التمريض تتفقد مستشفى غمرة العسكري وتشيد بكفاءة الأطقم الطبية    بث مباشر.. نقل شعائر صلاة الجمعة من الحرمين الشريفين    تعاون بين معهد تيودور بلهارس وجامعة كيوشو اليابانية    جامعة المنيا تنظم قافله طبية بقرية بلهاسا ضمن المبادرة الرئاسية "بداية جديدة "    وزيرة البيئة تبحث مع نظيرها الأوزباكستاني آليات تعزيز التعاون بين البلدين    قافلة دعوية مشتركة بمساجد رفح والشيخ زويد    تطورات الأوضاع في غزة ولبنان والسودان تتصدر نشاط الرئيس السيسي الأسبوعي    إزالة تعديات على مساحة 15 فدان أراضي زراعية ضمن حملات الموجة ال 24 في الشرقية    ضبط مرتكبى واقعة اختطاف طفل ومساومة والده لإعادته مقابل مبلغ مالي بالإسماعيلية    تركه سهوًا بداخل السيارة.. ضبط سائق سيارة لاستيلائه على هاتف إحدى السيدات    مصلحة الضرائب: حد أقصى لغرامات التأخير لا يتجاوز 100% من أصل الضريبة    مراكز الإيواء.. «أمان مؤقت» للنازحين اللبنانيين بعد العدوان الإسرائيلي    ثروت سويلم: تم تغليظ العقوبات في اللائحة الجديدة للدوري    وكيل تموين الشرقية يترأس حملات على محطات الوقود    أسعار الحديد اليوم الجمعة 18-10-2024 في الأسواق    التموين: حملات رقابية لمتابعة التزام محطات الوقود بالأسعار الجديدة    وزير الصحة والسكان يؤكد أهمية تقييم التكنولوجيا الطبية في تعزيز الوضع الصحي    5 طرق مفيدة ومهمة لخفض مستويات السكر المرتفعة في الدم بصورة سريعة    مجدي بدران: حملة 100 يوم صحة تؤكد نية الدولة تحرير الجسد من الأمراض    مواعيد مباريات الجمعة والقنوات الناقلة.. قمة الأهلي والزمالك في بطولة إفريقيا لليد    تعرف على استعدادات الفرق المشاركة في بطولة كأس السوبر المصري    ترتيب الدوري الألماني قبل مباريات اليوم الجمعة    لا يسخر قوم من قوم.. تعرف على موضوع خطبة الجمعة اليوم مكتوبة    الأزهر ينعى «شهداء المقاومة الفلسطينية» الأبطال: أرعبوا عدوهم    شيرين عبدالوهاب ترد على معجب طلب يدها للزواج .. ماذا قالت؟    لولو بتحب مها.. محمود شاهين يكشف سبب بكاء إلهام صفي الدين بحفل زفافه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الكشف عن تفاصيل مذبحة قتل فيها الشقيق أخويه بسبب الميراث
نشر في الشروق الجديد يوم 13 - 09 - 2010

«هذه بلد ملعونة.. مشكلاتها كتيرة خصوصا الثأر.. فيها عائلات كتيرة متحزبة ضد بعضها».. بهذه الكلمات شق سائق السيارة الربع نقل «وسيلة المواصلات الوحيدة» مسامعى خلال اصطحابه لى إلى قرية «بصرة».. كلمات السائق أيقظتنى من تفكير عميق حول واقعة القتل البشعة التى حدثت منذ أسبوعين فى القرية، وراح ضحيتها 4 أشخاص هم شقيقان وأب ونجله خلال مشاجرة بالأسلحة النارية على الميراث.
إنها قرية «بصرة» التابعة لمركز الفتح بأسيوط مثل أى قرية مصرية، تفتقر لجميع الخدمات والمرافق، وطرقها غير مرصوفة، ومعظم شوارعها تخنقها الأزقة والحوارى، يبلغ عدد سكانها نحو 7 آلاف نسمة. اللافت للنظر أن معظم أهالى القرية من الأطفال الصغار، ويبدو أن وصف القرية ب«الملعونة»، بدأ يشكل تفسيرا لندرة الرجال بالقرية، بسبب كثرة حوادث الثأر التى حصدت العديد من الرجال داخل القرية، فضلا عن هجرة خيرة شبابها إلى خارجها، إما هربا من تنفيذ أحكام قضائية أو خوفا من القتل على يد عائلة «لها دم عليهم» كما يقول أهل القرية، وتنتشر هذه العبارة فيمن بينهم.
رواية أهل المجنى عليهم
قريبا من منزل المجنى عليه محمد فهمى شاكر الشهير بدأ خيط البحث عن السبب الرئيسى فى حدوث واقعة القتل.. بالقرب من مسكن شقيق المتوفى.. بدأت أحوم حول المنزل، أترقب أحد القادمين، كى أسأله عن كيفية الدخول إلى باب البيت، إلى أن رآنى أحد الجيران الذى سرعان ما عرفنى بنفسه قائلا: اسمى طه محمد عبدالحافظ شاكر، 65 سنة، وتربطنى صلة قرابة بالمجنى عليه.
ودلف معى إلى منزل شقيق الراحل لمقابلة أحد أفراد أسرته، لكن لم نجد أحدا عدا فتاة صغيرة أرسلتها والدتها التى رفضت مقابلتنا، قائلة: مفيش حد فى البيت.
تركنا المنزل متوجهين إلى منزل الحاج طه محمد عبدالحافظ الذى بدأ فى سرد أحداث الواقعة قائلا: المجنى عليه محمد فهمى شاكر ينتمى لعائلة «عبدالصالحين»، التى أنتمى إليها أيضا، وهو رجل كان مشهودا له بكرم أخلاقه، والتقريب بين المتخاصمين، ويترحمون عليه الآن هو ونجله طه، اللذين راحا ضحية الغدر.
يكمل الحاج طه: استيقظت القرية يوم الحادث على طلقات الأسلحة النارية التى أخذت أصواتها تدوى بشدة، وتشق ظلمة الليل فى الجهة الغربية منها، فهرع بعض الأهالى إلى مصدر الطلقات فوجدوا 4 أشخاص غرقى فى دمائهم.
اتصل الأهالى على الفور بالشرطة والإسعاف، التى نقلت جثث 3 منهم، وهم على عبدالله يوسف 36 سنة، قتل والده منذ 3 أعوام، وحماه محمد فهمى شاكر 60 سنة، ونجل الأخير طه 35 سنة، فيما نقلت أحمد عبدالله يوسف 40 سنة، المصاب بطلقات نارية فى جسده إلى مستشفى الفتح المركزى لإسعافه.
ويواصل الحاج طه: صدم الحادث أهل القرية، فالمجنى عليهم تربطهم علاقة نسب ومصاهرة فيمن بينهم، فكيف حدثت هذه المجزرة البشعة؟ ومن المتسبب فيها؟ ولصالح من؟
اكتشف أهل القرية أن الأمر خلاف ذلك، حيث يشير الحاج طه إلى أن المجنى عليهما محمد فهمى شاكر، وعلى عبدالله على يوسف تربطهما علاقة نسب ومصاهرة، ونما إلى مسامع الأول حدوث خلاف بين صهره، وأشقائه الستة بسبب الميراث والزرع، وبناء على طلب ابنته وزوجها تدخل لإنهاء المشكلة، وفى يوم الحادث الساعة الثانية صباحا ذهب الأب ونجله المجنى عليهما إلى منزل أصهاره، ووجداهم متناحرين على خلافات الميراث والأرض، فأخذا يهدئان من روعهم، ويحثانهم على التروى، لأنهم فى النهاية أشقاء، ولكن فجأة نشبت مشاجرة بين الأشقاء بدأها الشقيق الهارب عمر الذى استخدام السلاح الآلى.
وأطلق منه الأعيرة النارية على شقيقه «على»، فقام شقيقه «أحمد» ليأخذ السلاح من شقيقه، إلا أن بعض الرصاصات أصابته فى جسده، ولفظ أنفاسه أيضا فى المستشفى، وأثناء خروج محمد فهمى شاكر، ونجله طه، من منزل صهره، أطلق عليهما الشقيق الهارب «عمر» الأعيرة النارية من الخلف فأرداهما قتيلين.
ويؤكد الحاج طه أن الأشقاء السبعة (على، عمر، يوسف، هشام، الحسينى، أحمد، محمود) «متربيين» على حمل السلاح، ومشكلاتهم وخصوماتهم فى القرية كثيرة مع عائلات (حماد، وعطالله، وآل على حسن، وخصومات فيمن بينهم داخل عائلتهم نفسها).
محمود عبدالصالحين 76 سنة، شيخ البلد، كبير عائلة «عبدالصالحين» الذى ينتمى إليها المجنى عليه وابنه، أفاد بأنه علم بالواقعة من خلال اتصال هاتفى من مأمور المركز به الساعة ال7 صباح يوم الحادث، ليسأله حول الواقعة، فأجابه بعدم علمه عن أى شىء عنها، ولكنه سوف يتقصى الأمر، ويطلعه عليه. وأضاف شيخ البلد: قمت بالاتصال بالشيخ «جمال» شيخ حصة الناحية الغربية من القرية، حيث المكان الذى وقعت فيه المذبحة، فقال لى: (إن الواقعة جاءت نتيجة مشكلات بين الأشقاء، وتدخل المجنى عليه ونجله لحلها، ولكن الكلام زاد، وطلعوا السلاح، وقتلوا بعض).
توجهنا لمنزل الأشقاء فتبين أن الحياة شبه خاوية إلا من بعض المواشى، والطيور بالمنزل، ولكن ليس هناك أحد من أهلية الجناة أو المجنى عليهم تتحدث معهم، سوى بعض جنود الأمن المركزى الذين أخبرونى بهجرة أهل المنزل، وهروبهم منه فور وقوع الحادث، ولا يمكث فيه سوى أمهم التى ذهبت للتوجع على فراق أبنائها فى الجبل، حيث المقابر.
ياسمين فرغلى الفتاة الوحيدة التى قابلناها أثناء بحثنا عن أهلية الجناة والمجنى عليهم «الأشقاء»، قالت إنهم أبناء عمومتى، ونسكن فى نفس الشارع، ولكننى لا أعلم شيئا عن الواقعة، سوى هروب والدى من المنزل خوفا من إلقاء القبض عليه بسبب قرابته لهم.
رواية المباحث
قدمت تحريات الرائد مصطفى حيا الله رئيس مباحث الفتح رواية مغايرة تماما للرواية الأولى.. رواية المباحث تفيد بأن المجنى عليهما محمد فهمى شاكر ونجله ذهبا إلى منزل أصهارهما، نحو الساعة ال5 صباحا، وهما يحملان السلاح بعد استنجاد ابنته به وأبلغته قيام أشقاء زوجها بحبسها لمدة 3 أيام داخل شقتها، وما إن رأى الوالد «أحمد» أحد الأشقاء السبعة حتى أطلق عليه الرصاص فأصابه فى جسده، ولكن الأخير استل بندقيته الآلية، وأطلق النار على والد زوجة شقيقه وابنه، وشقيقه «على» وأرداهم قتلى.
الجدير بالذكر أن المباحث ألقت أمس القبض على «الحسينى» أحد الأشقاء السبعة، بعد أن وجهت له ولشقيقه الهارب «عمر» تهمة قتل شقيقيهما، ووالد زوجة شقيقهما ونجله. حيث اعترف المتهم بالواقعة، وأرشد عن السلاح المستخدم، حيث تم العثور عليه بين الزراعات المتاخمة للمنزل. فيما تكثف المباحث جهودها الآن لإلقاء القبض على «عمر» المتهم الهارب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.