هزت سلسلة من التوابع الزلزالية، اثنان منهم بقوة 5.4 درجة على مقياس ريختر، أمس الاثنين مدينة "كريستشيرش" التي دمرها الزلزال، ما أسفر عن اتساع حجم الأضرار وأثار ذعر السكان الذين لم يتعافوا بعد من الصدمة جراء الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد مطلع الأسبوع الحالي. وتسببت الهزات المستمرة في تصدع أسوار إحدى المدارس التي تستخدم في الإيواء الطارئ للأشخاص الذين اضطروا إلى مغادرة منازلهم المتضررة . وقال بوب باركر عمدة المدينة في تصريح لراديو نيوزيلندا اليوم الثلاثاء، "لقد كانت ليلة صعبة على الجميع. إنها مرعبة للغاية". وحذر جون ميتشل رئيس الدفاع المدني السكان للاستعداد للأسوأ. وقال إن الخبراء الجيولوجيين حذروا من إمكانية وقوع زلزال قد يكون أكبر من زلزال يوم السبت الماضي الذي بلغت شدته 7.4 درجة على مقياس ريختر وهو الزلزال الأقوى والأكثر تدميرا الذي تتعرض له البلاد منذ 89 عاما. وقال جون كي رئيس الوزراء النيوزيلندي بعد أن اطلع على آخر تطورات الوضع خلال اجتماع للحكومة أمس الاثنين في ولينجتون، إن نحو 100 ألف منزل من 160 ألف منزل في كريستشيرش تضررت بشكل كبير وكثير منها ما لا يمكن إصلاحه. ولا يزال 250 شخصا فقط يستخدمون مراكز الإيواء الطارئة، حيث يقيم معظم الأشخاص الذين اضطروا إلى مغادرة منازلهم مع أصدقائهم وأقاربهم، وهو وضع وصفه كي بأنه عكس "روح مجتمعية حقيقة" في أعقاب الزلزال. وظلت كريستشيرش خاضعة اليوم الثلاثاء، لحالة الطوارئ مع استمرار تطويق الحي التجاري الرئيسي بعد أن بدأت الجرافات في هدم المباني السكنية التي أكد مفتشون هندسيون عدم صلاحيتها للاستخدام. واستمر الجنود في فرض حظر التجوال أمس الاثنين في وسط المدينة حيث اعتبر 30 منزلا، بينها منازل يعود تاريخ بنائها إلى عام 1860، غير آمنة. واستمر إغلاق المحال التجارية والمكاتب في وسط المدينة حيث يعمل عادة 50 ألف شخص وكذلك المدارس وجامعة "كانتربري". وأوضح مسئولون أنه قد لا يتم رفع الطوق المفروض على المنطقة للسماح باستئناف النشاط التجاري إلا بعد التأكد من زوال الخطر عن العمال والمارة نتيجة المباني المهدمة والآيلة للسقوط. وعاد التيار الكهربائي إلى كافة المنازل عدا نحو ألف منزل بحلول اليوم الثلاثاء، لكن لا يزال يمثل تدمير أنظمة مياه الشرب والصرف الصحي الموجودة تحت الأرض أكبر مشكلة حالية مع ورود تقارير بشأن تفشي عدوى الالتهاب المعوي على ما يبدو بسبب المياه الملوثة. وكرر المسئولون مناشدة المواطنين بغلي مياه الشرب المستخدمة في الشرب والطهي وغسيل الأسنان.