«المقصد والهدف والغاية من سلوك الطريق هو معرفة الله أولا ثم الاستقامة الكاملة إلى أن يلقى الله سبحانه وتعالى»، هذا هو شعار الطريقة الميرغنية الختمية كما وضعه الإمام الميرغنى الذى ولد بمكة عام 1119 ه وتوفى بالطائف عام 1194 ه، ويوضح شيخ الطريقة الحالى السيد محمد عثمان تاج السر بن السيد إسماعيل الميرغنى أن هذا الشعار كان نواة وتمهيدا للسيد محمد عثمان الميرغنى الختم الذى ولد عام 1208ه وقام بتأسيس ونشر الطريقة فى مصر، وقد أقر الإمام الختم على أن طريقته مستمدة من «نقش جم» وهى إشارة إلى طرق خمس جعل خلاصتها فى طريقته وهم النقشبندية، والقادرية، والشاذلية والجنيدية والميرغنية وقد سلك الإمام الختم جميع هذه الطرق على يد أكابر كل طريق وكان له التحقق فى السلوك بتأسيس طريقته على منوال يجد فيه كل سالك مؤنته. ومن أوراد وأحزاب الطريقة كما يشير الشيخ محمد عثمان والتى ألفها الإمام الختم كتاب «الأساس والراتب» الذى يقرأ صباحا ومساء عقب الصلوات. وأيضا منها مجموع صلواته على النبى صلى الله عليه وسلم والمسمى «بفتح الرسول ومفتاح باب الدخول لمن أراد إليه الوصول»، وكتاب «مجموع الأوراد الكبير»، الذى يحتوى على أحزاب وأذكار وغيرها من مؤلفات ورسائل فى آداب الطريق والتأدب مع المشايخ. أما بالنسبة للعهد والبيعة فإن الطريقة تستدل بأصل العهد بقوله تعالى «إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله». وأن العهد أمر مشروع وله أصل من الكتاب والسنة ويرى مشايخ الطريقة وشيخها الحالى ضرورة أخذ العهد للمريد المبتدئ وهذا ملازم للتوبة والندم والاستغفار. وقد اهتم مشايخ الطريقة بتلقين العهد لأنه أساس السلوك وهو ارتباط وثيق بسند الشيخ فأول ما يجب على المريد من الحقوق بعد أخذ العهد حفظ الشريعة ومراعاة أهل الطريقة والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والحضور فى الصلاة ومراقبة الأسرار والعلانيات والإقبال على الله فى جميع الساعات، وحمد الله الموجب لحقوق الخيرات، وشكره لمزيد الهبات. وقبل أخذ العهد يجب أن يعلن الراغب فى العهد توبته وهى أول مقامات الطريقة وبمثابة الأرض التى تهيئ وتمهد للزراعة فدون التهيئة لا نبت يثمر. وأيضا فمن لا توبة له لن يسير لمقام آخر كما يوضح شيخ الطريقة مستدلا بالإمام الختم «التوبة أول باب يدخل منه العبد إلى ميدان المريدين وهى موضع يحتاج إليه العارفون توبة العوام من الأوزار وتوبة الخواص من الوقوف مع الأنوار وتوبة خواص الخواص من ملاحظة سوى العزيز الغفار ومن تاب طاب ومن طاب هاب ومن هاب فتح له الباب ومن فتح له الباب رجى لدخول المحراب». والاستقامة فى الميرغنية هى اجتناب المخالفات والمداومة على الطاعات مع القيام بذكر الله ومراعاة حق الله وحق سائر خلقه. وتوفى السيد محمد عثمان الميرغنى الختم بالطائف سنه 1268ه من شوال، وصلى عليه أولا فى مسجد جده السيد عبدالله المحجوب بالطائف أخوه السيد عبدالله ميرغنى، ثم صلى عليه أيضا بالمسجد الحرام تحت باب الكعبة، ودفن بعد عصر يوم الاثنين بالمعلا فى شعبة النور بحوطة المراغنة بالقرب من حوطة الطبرية، وعلى مقربة من قبر أم المؤمنين السيدة خديجة رضى الله تعالى عنها.