أقر وزير الدفاع الإسرائيلى إيهود باراك بالمضى قدما فى صفقة مع الإدارة الأمريكية تتعلق بشراء 20 طائرة من طراز «إف 35». وقد شهدت المفاوضات المتعلقة بهذه الصفقة على مدى العامين الفائتين، مدا وجزرا بين الجانبين، لكن كبار قادة سلاح الجو الإسرائيلى ظلوا طوال هذه الفترة مصرين على أن تدخل الصفقة إلى حيز التنفيذ. ويبدو أن قباطنة الدولة قبلوا فى نهاية الأمر الحجة الرئيسية لسلاح الجو، وفحواها الاستمرار فى الحفاظ على تفوقه التكنولوجى فى الشرق الأوسط بواسطة امتلاك طائرات «إف 35» التى تعتبر الطائرات الأكثر تطورا فى العالم كله. وفى المقابل، فإن قيام الولاياتالمتحدة بخفض ثمن الصفقة كلها إلى مبلغ 2.75 مليار دولار أتاح إمكان دفع الصفقة قدما. ولاشك فى أن قيام إسرائيل بامتلاك طائرات «إف 35» سيجعل سلاح الجو الذراع المركزية التى ستقرر استراتيجيات الأمن الإسرائيلية فى كل ما يتعلق بدائرة الأخطار البعيدة المدى التى تتهددها، وفى مقدمتها إيران. ومع ذلك، لا بد من القول إن هذه الطائرات لا توفر ردا فوريا على هذه التهديدات، ذلك بأن سلاح الجو الإسرائيلى سيستفيد من القدرة العملياتية لهذه الطائرات فى سنة 2017، وبناء على ذلك، فإنه فى حال قررت إسرائيل أن البرنامج النووى الإيرانى يستوجب معالجة قبل تلك السنة، فإنها ستكون مضطرة إلى القيام بذلك من دون طائرات «إف 35». من ناحية أخرى، فإن طائرات «إف 35» لا تعتبر ذات صلة بالنسبة إلى جبهات الأخطار القريبة، مثل الحدود الشمالية مع لبنان، فى حين من المتوقع فى الجبهة الفلسطينية، أن يظل العبء الأساسى واقعا على عاتق جهاز الأمن الداخلى «الشاباك» وجنود القوات البرية. وفى ضوء ذلك، فإن السؤال الجوهرى الذى يجب طرحه يتعلق بمدى تأثير هذه الصفقة فى عملية بناء قوة الجيش الإسرائيلى فى الأعوام المقبلة، لا سيما أن المبلغ الكبير الذى سيصرف عليها سيقلص إمكان التزود بمنظومات قتالية أخرى فى البر والبحر، فضلا عن أنه سيكون على حساب قيام الجيش بامتلاك طائرات من دون طيار، ومنظومات دفاعية مضادة للصواريخ.