حذر د. أحمد سيد عبدالحليم، المستشار وخبير التكنولوجيا النووية بالوكالة الدولية للطاقة الذرية، من لجوء مصر إلى البنك الدولى، فى تمويل البرنامج النووى المصرى، مؤكدا أنه أى البنك سوف يشترط شراء مفاعلات أمريكية مقابل موافقته على تمويل البرنامج المصرى. وقال عبدالحليم، فى تصريح خاص ل«الشروق»، إن «اللجوء للبنك الدولى سوف يجبر مصر على الخضوع لأمريكا، ولن تكون مواقفها السياسية بعيدة عن تنفيذ البرنامج النووى المصرى السلمى». مشيرا إلى ما حدث مع إيران حيث بدأت بناء مفاعلاتها النووية فى عام 1979 فى عهد الشاه بالتعاون مع ألمانيا، وبعد قيام الثورة الإيرانية، توقف بناء المفاعلين، ولجأت إيران بعد ذلك لروسيا لاستكمال بناء مفاعليها الأول والثانى وحتى الآن لم يكتمل إنشاؤهما. وطالب الخبير الدولى فى التكنولوجيا النووية ب«وضع جدول زمنى محدد، والالتزام بمزيد من الجدية فى تنفيذ البرنامج النووى المصرى، وتحديد مصادر تمويل وطنية واضحة». واقترح عبدالحليم «إنشاء وزارة خاصة بتنفيذ البرنامج النووى المصرى، تضم الهيئات العاملة على تنفيذه كما حدث فى الملحمة الوطنية لبناء السد العالى». على حد قوله. ونصح الخبير الدولى بمفاعلات «كاندو» التى تنتجها عدة دول منها الهند والصين ورومانيا، وتستخدم اليورانيوم الطبيعى، الموجود لدى مصر فى العديد من المواقع، خصوصا أبو طرطور وسواحل البحرين الأحمر والأبيض، بنسبة تخصيب 0.7%، مؤكدا أن مصر لديها خبرة فى تصنيع الوقود النووى، من هذا اليورانيوم ولديها معمل تجريبى ألمانى منذ الثمانينيات وتنتج هذا الوقود فعلا، وكل ما هو مطلوب زيادة قدرات الإنتاج حتى لا تخضع لأية ضغوط محتملة فى المستقبل. وأشاد مستشار الوكالة الدولية بالخطوات التى اتخذتها مصر مؤخرا فى تنفيذ البرنامج النووى، مؤكدا أن حسم الأمر بالنسبة لموقع الضبعة جاء بمثابة الخطوة الأهم فى البرنامج، وأن الانتهاء من إصدار إذن الموقع الخاص به يعتبر بداية حقيقية للتنفيذ. وانتقد عبدالحليم «ادعاءات إبراهيم كامل أبوالعيون، رجل الأعمال حول فوائد استغلال الموقع سياحيا» واعتبرها «موقفا غريبا من رجل أعمال مصرى».