نعرض فيما يلى تلخيص مذكرة أعدها دانييل سى كيرتزر سفير الولاياتالمتحدة الأسبق فى مصر وفى إسرائيل. ويبدو فيها السفير منحازا الى درجة كبيرة لإسرائيل، ومحرضا المجتمع الدولى على التحرك الوقائى ضد سوريا ولبنان. يسود قلق متزايد من احتمال تجدد الحرب بين إسرائيل وحزب الله، تلك الجماعة اللبنانية الإسلامية المقاتلة. ومنذ الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله فى لبنان فى صيف 2006، أعاد حزب الله التسلح بصورة مطردة وأصبحت ترسانته الآن أكثر قوة، كيفا وكما. ويمكن لإسرائيل أن تفترض أن الخطر على أمنها القومى زاد بصورة لا يمكن التهاون معها وتوجه ضربة إلى حزب الله لتقليص قدراته العسكرية. كما أن نشوب صراع بين إسرائيل وحزب الله يمكن أن يشمل مهاجمة الحزب لإسرائيل، إما لأسباب سياسية داخلية أو بتوصية من مركز الردع بإيران، الذى تربطه بالحزب صلات وثيقة. وتناقش مذكرة التخطيط للطوارئ هذه، أكثر السيناريوهات المقبولة وعلامات التحذير الخاصة ب«حرب لبنان الثالثة»، وآثارها على الولاياتالمتحدة، والخيارات السياسية المتاحة للولايات المتحدة لتقليل احتمالات تجدد الصراع بين إسرائيل وحزب الله، والحد من آثار النتائج المترتبة عليه فى حال نشوبه. ويوصى كيرتزر بأن تعمل الولاياتالمتحدة على تفادى حرب لبنان الثالثة بين إسرائيل وحزب الله باتخاذ الإجراءات الكفيلة بطمأنة إسرائيل، وردع حزب الله، والضغط على سوريا للحيلولة دون توفير الأسلحة التى يستخدمها الحزب فى زعزعة الاستقرار. وعلى الولاياتالمتحدة، فى الوقت ذاته، رفع درجة استعدادها للتصدى السريع فى حال نشوب الحرب بين الجانبين، بما فى ذلك إعداد مبادرة أوسع نطاقا للسلام الإقليمى. التوصيات التى جاءت بها المذكرة: على الولاياتالمتحدة العمل من أجل تفادى نشوب حرب أخرى فى لبنان، برغم محدودية قدرتها على عمل كهذا. يتعرض أمن إسرائيل لتهديدات متزايدة بسبب إعادة تسليح حزب الله، وعلى الولاياتالمتحدة احترام الحق الشرعى فى الدفاع عن النفس. والدبلوماسية الوقائية مقيدة بسبب عدم وجود علاقات بين الولاياتالمتحدة وإيران وحزب الله، والحالة المتردية للعلاقات الأمريكية السورية. والحكومة اللبنانية والقوات المسلحة اللبنانية ليستا طرفين بالأساس فى هذه الدراما البادية للعيان. ونظرا لهذه الملابسات، حثت المذكرة الولاياتالمتحدة القيام بالآتى: تحسين جمع وتحليل المعلومات الاستخباراتية الأمريكية وتبادل المعلومات بينها وبين إسرائيل. ويجب إعادة توجيه قدرات الاستخبارات الأمريكية لضمان توافر أفضل المعلومات المتاحة أمام متخذى القرار الأمريكيين وقت الأزمة. كذلك ينبغى تكثيف تبادل المعلومات الاستخباراتية عن سوريا ولبنان وحزب الله بين البلدين لحل الخلافات المحتملة فى وجهات النظر وسد الثغرات. إعادة التأكيد علنا على دعم الولاياتالمتحدة لحق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها والتعبير عن مخاوف الولايات من إعادة تسليح حزب الله. فإسرائيل لديها مخاوفها الأمنية المشروعة من أنشطة حزب الله وسوريا فى لبنان، ويجب أن تبدى الولاياتالمتحدة تفهمها لوضع إسرائيل. ويجب التأكيد على فشل الأممالمتحدة المستمر فى تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701. ويجب أن تستهدف هذه الرسالة إثناء حزب الله عن العمل، وكذلك التأكيد على احتياجات إسرائيل الأمنية. إحياء جهود المراقبة الدولية وتنشيط الاستجابة الدبلوماسية الأمريكية. وهناك القليل من التكلفة والكثير من المكاسب المحتملة لإحياء مهمة المراقبة الدولية. ومن شأن آلية كهذه إضفاء المصداقية على الجهود المتوقفة لتطبيق القرار 1701، ويمكن أن تكون بمثابة منبر للعمل على التوصل إلى حل للأحداث المحلية قبل أن تتصاعد. وفى الوقت ذاته، على الولاياتالمتحدة منح سفاراتها فى إسرائيل ولبنان وسوريا سلطات للتدخل الفورى وعلى أعلى مستوى لمنع التصعيد الناشئ عند الأحداث التى تقع على الحدود. زيادة الضغط الدبلوماسى على سوريا. على الولاياتالمتحدة حشد الضغوط الدبلوماسية على سوريا للإقلاع عن تسهيل تزويد حزب الله بالأسلحة التى تزعزع الاستقرار. ويمكن للدول العربية وفرنسا، بصفة خاصة، أن يكون لها دورها فى الحفاظ على المصالح الأمريكية إذا كانت الولاياتالمتحدة تعى ما تريد تحقيقه وتوفرت لديها الرغبة فى إشراك البلاد الأخرى فى خططها الدبلوماسية. وفى حال فشلت هذه الضغوط الدبلوماسية، على الولاياتالمتحدة نشر المعلومات الاستخباراتية السليمة والتشاور فى نيويورك لإصدار قرار من مجلس الأمن يفوض القيام بتحرك وقائى ضد سوريا؛ ومن المرجح ألا يتم التوصل إلى قرار كهذا، لكن العمل الدبلوماسى المحيط بالمحادثات فى نيويورك سيرسل برسالة قوية إلى دمشق. الاستعداد لاحتمال الحرب. إذا ما بدأت الأعمال العدائية، يجب على الولاياتالمتحدة السعى من أجل إضعاف العمليات العسكرية لقوة حزب الله وفتح الباب أمام التحرك الدولى لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701. الإعداد للمبادرات الدبلوماسية المحتملة فيما بعد الحرب. على إدارة أوباما أن تدرس الآن، وبشكل عاجل، إمكانية استغلال العمليات العسكرية فى لبنان لطرح مبادرة دبلوماسية ضمن عملية السلام الأوسع. وسوف يُترجَم توفير القيادة التى يمكنها تقليل وقت الأعمال العدائية ومجالها إلى رصيد دبلوماسى للولايات المتحدة لإحراز تقدم فى محادثات السلام.