اعتاد الأطباء على معاملة ارتفاع نسبة السكر فى دم السيدة الحامل خاصة فى شهورها الأخيرة على أنها أحد مضاعفات الحمل التى تختفى بعد تمامه واستقبال الوليد. لكن دراسة حديثة نشرت هذا الشهر فى المجلة الأمريكية العلمية لأطباء النساء والتوليد تطالبهم الأطباء بتوخى الحذر فيما قد يعتقدون فى التسليم به. ارتفاع نسبة السكر «الجلوكوز» فى دم الحامل ينبئ عن خلل فى عمل هورمون الأنسولين نتيجة تداخل عوامل كثيرة فسيولوجية يتسبب فيها الحمل والعبء الزائد على جسم الأم. لذا فعودة الأمور إلى ما كانت عليه بعد الولادة يعيد الجلوكوز إلى مستواه الطبيعى فى أحيان كثيرة. لكن هناك حالات لا يعود فيها الجلوكوز إلى توازنه بين ما يدور فى الشرايين وما يستقر فى الأنسجة والخلايا. بل يظل خطر الإصابة قائما فى المرة الثانية للحمل بنسبة تتجاوز 13 مرة ترتفع إلى 26 ضعفا فى الحمل الثالث مقارنة بالسيدات اللائى لم يصبن بارتفاع نسبة الجلوكوز أو سكر الحمل أثناء حملهن وإن تكرر. من المعروف وفقا لإحصائيات الجمعية الأمريكية لأطباء النسا والولادة وجمعية أطباء السكر الأمريكية أن نسبة إصابة السيدات الحوامل فى أمريكا بسكر الحمل تصل إلى 4٪ من مجموعهن. كان من الغريب فى تلك الدراسة أن السيدات اللائى لم يصبهن سكر الحمل فى المرة الأولى أصابهن فى الحمل الثانى بنسبة 44٪ بينما من أصابهن فى الحمل الأول أصيبن به فى الحمل الثانى بنسبة 23٪. أعلنت الدراسة أيضا أن نسبة الإصابة فى السيدات من أصول آسيوية وإسبانية كانت تقريبا الضعف مقارنة بالأمريكيات الأمر الذى عزته الدراسة لاعتماد الآسيويين والإسبان على الأرز فى معظم ألوان طعامهم. الدراسة التى تمت فى كاليفورنيا تدعو لمتابعة كل الحوامل عن قرب خاصة فيما يتعلق بمستويات الجلوكوز فى الدم «تحليل السكر صائم وقراءات الهيمجلوبين السكرى» والدهون الثلاثية بعد الولادة وطوال فترة الخصوبة التى يمكن فيها الحمل تحسبا للإصابة بالسكر من النوع الثانى الذى يمكن الوقاية منه بمراقبة الغذاء ومداومة الحركة والنشاط البدنى وانتهاج أسلوب الحياة النشط الصحى.