بناء على خطة أمنية وضعها اللواء محمد إبراهيم مدير أمن محافظة الإسكندرية استعدادا لأول محاكمة للقضية التي شغلت الرأي العام المصري وهي قضية مقتل الشاب السكندري خالد سعيد، والمتهم فيها مخبران بقسم شرطة سيدي جابر، شهدت منطقة المنشية تمركز أعداد كبيرة من قوات الأمن المركزي بالقرب من محكمة جنايات الإسكندرية وعلى طريق الكورنيش وفي المنطقة المحيطة بنصب الجندي المجهول، إضافة إلى عدد من السيارات المصفحة والحواجز الأمنية الحديدية –تحت إشراف العقيد محمد أنور رئيس حرس المحكمة - بامتداد المحكمة وعلى المداخل المؤدية لها لفرض السيطرة الأمنية. وبرغم التواجد الأمني تواجد المئات من الشباب من نشطاء الفيس بوك -جروبات "أنا اسمى خالد سعيد" و"كلنا خالد سعيد"- والتيارات السياسية المختلفة، بالإضافة إلى غيرهم من المتضامنين مع مقتل الشاب السكندري. وكانت قد بدأت الجلسة برئاسة المستشار موسى النحراوي في العاشرة من صباح اليوم الثلاثاء. وشهدت معركة في المطالب بين جبهتي الدفاع عن المجني عليه والمتهمين حيث طالب فيها رأفت دوار رئيس هيئة الدفاع عن المجني عليه، بمجموعة من الطلبات منها سماع أقوال كل من المقدم عماد الدين عبد الظاهر رئيس وحدة مباحث قسم شرطة سيدى جابر ومعاونى مباحث القسم الأربعة الرائد محمد فايد والنقيب محمد عز الدين والنقيب أحمد محمد حسن والرائد أحمد عثمان. وكذلك مناقشة كل من الدكتور محمد عبد العزيز الطبيب الشرعي بمصلحة الطب الشرعي بالإسكندرية، الذي قام بإيداع التقرير أول مرة والدكتور السباعي محمد السباعي كبير الأطباء الشرعيين بالقاهرة وأعضاء اللجنة الثلاثية، التي كان قد تم تشكيلها لتشريح جثة المتوفى، منهم الدكتور عادل محمد عبد الله وأيمن حسين قمر. من جانب آخر طالبت بشرى عباس عصفور رئيس هيئة الدفاع عن المتهمين بمناقشة جميع شهود الإثبات الذين سألتهم النيابة العامة، ومناقشة الأطباء الشرعيين وواضعي تقريري الطب الشرعي ومناقشة اللجنة الثلاثية الذين سألتهم النيابة العامة في تقارير الطب الشرعي وأيضاً ضم الصحيفة الجنائية للمجني عليه والكشف المرسل للشرطة ومن المديرية والمتضمن سرعة القبض على المحكوم ضدهم ومنهم المجني عليه خالد سعيد. كما شهدت الساحة الخارجية للمحكمة معركة من نوع آخر في الهتافات حيث تجمع المئات من أنصار المجنى عليه وبدأوا في الهتاف مثل "هد سور السجن وعلّي آدي شبابنا فاق مايخلي" و"باطل التعذيب باطل قتل الشباب باطل قانون الطوارئ باطل"، وزاد حماس الشباب المتواجد لمناصرة قضية المجني عليه خالد سعيد ظهور والدته واستعدادها للدخول إلى القاعة. وعلى الجانب الآخر بدأ المدافعون عن المتهمين وأهاليهم، والذين وصلوا إلى قاعة المحكمة في مجموعة من الأتوبيسات، لم يتم تفتيشها وسمح لها بالدخول، في الهتاف مرددين " خيبر خيبر يايهود جيش محمد سوف يعود" رافعين مجموعة من اللافتات كتب عليها "القضاء ملاذنا والشرطة أمننا" و"الشرطة هي أمن الشرفاء وليست يدا للضعفاء" و"لا للعملاء أفيقوا يا شعب مصر". كما قام الكثير منهم بتصوير المشهد بكاميرات الهواتف المحمولة، واستمر السجال في الهتافات بين الجانبين فترة من الوقت حتى بداية الجلسة التي حضرها المتهمان تحت حراسة مشددة مرتدين الزي الأبيض، وانتهت الجلسة باستمرار حبس المتهمين وتأجيل القضية إلى جلسة 25 سبتمبر المقبل .
