على الإنسان والأرض داخل الخط الأخضر واصل الاحتلال الإسرائيلى أمس حربه الدائرة منذ عام 1948، فبينما زج بالشيخ رائد صلاح رئيس الجناح الشمالى فى الحركة الإسلامية خلف القضبان، جرى الكشف عن مخطط استيطانى جديد فى حى الشيخ جراح بالقدسالشرقيةالمحتلة. ففى السابعة من صباح أمس انطلق موكب الشيخ صلاح من مدينة أم الفحم إلى سجن «أيالون» فى مدينة الرملة، حيث سيقضى الشيخ خمسة أشهر خلف القضبان؛ بدعوى اعتدائه على أحد رجال الشرطة قبل ثلاث سنوات ونصف السنة خلال مظاهرة مناهضة لهدم طريق باب المغاربة، أحد أبواب المسجد الأقصى. وبحسب قول الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الجناح الشمالى فى الحركة ل«الشروق» عبر الهاتف من أمام سجن «أيالون»، فإن عشرات السيارات التابعة لأبناء الحركة الإسلامية وقياداتها شاركت فى الموكب، الذى ضم مئات المتضامنين، بينهم قيادات أخرى محلية، منها رئيس لجنة المتابعة العليا لشئون المواطنين العرب داخل الأراضى المحتلة عام 1948 محمد زيدان. الخطيب أوضح أن «الشيخ صلاح تحدث قبيل دخوله السجن واضعا القدس والمسجد الأقصى أمانة فى أعناق العرب والمسلمين، وناشد الفلسطينيين، لكونهم أكثر من يستطيعون الوصول إلى الأقصى، شد الرحال إلى المسجد، والوجود فيه دوما؛ لمواجهة مساعى إسرائيل لهدم الأقصى وبناء هيكلهم المزعوم على أنقاضه». وكانت المحكمة العليا قد رفضت الخميس الماضى الاستئناف الذى تقدم به الشيخ صلاح ضد قرار المحكمة المركزية بسجنه، بالرغم من نفيه مرارا صحة التهم المنسوبة إليه، مشددا على أنه لم يعتد على أى من رجال الشرطة خلال تلك الاحداث، وأن المحاكمة ما هى إلا محاكمة سياسية لملاحقة قياديى فلسطينيى 48. وهو ما أرجعه نائب الحركة الإسلامية إلى أن «المؤسسة الإسرائيلية تحاول خنق كل صوت يفضح جرائمها بحق القدس والأقصى، لكن هذا لن يحدث أبدا، ويا لها من مفارقة.. ففى اليوم الذى زجت فيه إسرائيل بالشيخ صلاح خلف قضبانها، تم الكشف عن مخطط استيطانى جديد فى حى الشيخ جراح يأتى عقب الكشف عن مخططات أخرى فى منطقتى رأس العمود والعيساوية بالقدس». فقد تقدمت جمعيات استيطانية يهودية إلى بلدية الاحتلال فى القدس بمخطط جديد لبناء بؤرة استيطانية تضم 200 وحدة، وتكون نواتها على منزل المواطن محمود السعو فى «كوبانية أم هارون» فى حى الشيخ جراح ذى الأغلبية العربية؛ وذلك لتغيير الطبيعة الديموجرافية للمدينة، التى يتمسك بها الفلسطينيون عاصمة لدولتهم المأمولة، لصالح المستوطنين اليهود. وشدد الشيخ الخطيب على أن «إسرائيل نجحت فى سجن الشيخ صلاح، لكن رسالته حرة طليقة من خلال استمرار أنشطة عشرات الجمعيات الطبية والاجتماعية والرياضية والثقافية التابعة للجناح الشمالى فى الحركة الإسلامية، التى ستكثف جهودها خلال غياب الشيخ».