«فى عام 2007 كان السفير المصرى يحاضر فى جامعة كاليفورنيا وبعد انتهاء كلمته بدأنا العزف والغناء وحاولت أن ابهره فغنينا لأم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم وفريد، وفى النهاية أدينا أغنية ماما زمانها جايا والتى مسته وغناها معنا وقال لى أنا لم أسمع هذه الأغنية منذ أكثر من 40 عاما عندما كنت أغنيها مع أمى، لابد أن تزور فرقتك مصر ليرى المصريون أن هناك أمريكيين يعزفون موسيقانا ويحبونها». كانت هذه هى نقطة البداية لرحلة أوركسترا الشرق الأوسط بجامعة كاليفورنيا فى سانتا باربرا لتقيم حفلاتها للمرة الأولى فى مصر، كما يرويها رئيس الفرقة دكتور سكوت ماركوس. بداية فرقة الشرق الأوسط كانت منذ نحو 22 عاما على يدى ماركوس أستاذ الموسيقى بجامعة كاليفورنيا، لتصبح اليوم أكبر أوركسترا شرق أوسطية فى أمريكا الشمالية والتى تحظى بترحيب الجاليات العربية فى الولاياتالمتحدة، حيث تستعين بها فى إيحاء حفلاتها، علاوة على إقامة حفلات فى الجامعة كل نهاية ترم. وتعكس الأوركسترا التى تضم فى عضويتها طلبة بالجامعة أو أشخاصا عاديين من خارجها يتغيرون سنويا التنوع الكبير فى الثقافات الموجودة فى منطقة الشرق الأوسط، مع تراوح عناصر الأداء من القطع الكلاسيكية إلى الدينية والفولكلورية والشعبية وأغانى الأطفال، فضلا عن الرقصات الشعبية والكلاسيكية، باستخدام الآلات التقليدية فى الشرق الأوسط، بما فى ذلك الربابة والمزمار المصريين، والزرنة التركية ومجموعة متنوعة من الطبول المستخدمة فى منطقة الشرق الأوسط. وللوصول لأفضل أداء خاصة فى الغناء يتلقى أعضاء الأوركسترا فصول تعليم لغة عربية على أيدى ماجدة كامبو مصرية الأصل والتى تزور بلدها مع الفرقة والتى توضح أنها تحاول أن بعض أعضاء الفرقة يدرسون فى فصل اللغة العربية لديها بالجامعة وبالتالى يعرفون اللغة بالفعل، أما باقى الفرقة فتحاول أن تعلمهم كلمات الأغانى التى يغنونها بمعانيها حتى يتمكنوا من توصيل إحساسها للجمهور. وتوضح كامبو الصعوبة التى يواجهها الطلبة الأمريكيون فى تعلم اللغة العربية التى تصفها «بأصعب لغات العالم»، حيث تكون أكثر الأصوات صعوبة لديهم العين والهمزة، والتفريق بين الحاء والهاء، وبين التاء والطاء. وخلال زيارتها للقاهرة ستقيم فرقة الشرق الأوسط العديد من الحفلات المجانية فى جميع أنحاء مصر، تبدأ بدار الأوبرا المصرية بالقاهرة من 10 إلى 17 يوليو، ثم قصر ثقافة الإسماعيلية يوم 19 يوليو، وقصر ثقافة حلوان يوم 21، وتنتهى فى قصر ثقافة بنى سويف يوم 23 يوليو. وقد بدأت الفرقة أول أنشطتها يوم الأحد الماضى خلال ورشة عمل خاصة للموسيقى الشعبية والرقص مع نحو مائة من طلاب الموسيقى المصريين فى جمعية الرعاية المتكاملة بمصر الجديدة والتى كانت آخر أغنية لها فيها مع الأطفال «ماما زمانها جايا»، بعد عدد من الأغنيات التراثية الأخرى التى صاحبهم فيها فرقة رقص أمريكية أيضا.