حالة من النشاط الفنى يعيشها حاليا الفنان عمرو واكد على المستويين المحلى والعالمى، ففى الوقت الذى يقوم فيه بتصويره عملين دراميين هما «ريش نعام» و«أبواب الخوف»، يشارك أيضا فى التحضير لبطولة فيلم إيطالى مع المخرج أحمد ماهر الذى يساهم كذلك فى إنتاجه. كما يتفاوض على بطولة فيلم بريطانى بعنوان «صيد السلامون فى اليمن»، وفضلا عن كل ذلك ينتظر واكد عرض فيلمه الإيطالى الأول «الأب والغريب» الذى يشارك فى المسابقة الرسمية لمهرجان روما السينمائى. فى السطور التالية يتحدث عمرو واكد عن تلك التجارب، ويتطرق إلى أسباب اعتذاره عن عدم المشاركة فى بطولة فيلم «زهايمر» أمام الفنان عادل إمام وكذلك اعتذاره عن «قرين الشيطان» الذى يتناول قصة حياة عدى صدام حسين. فى البداية تحدث عمرو واكد عن فيلم «بأى أرض تموت» الذى سيخرجه أحمد ماهر وقال: ما زال مبكرا الحديث عن أى تفاصيل الآن، ولكنى معجب جدا بالفيلم وأراه قصة قوية جدا.. فهى عن مهاجر مصرى غير شرعى يعيش فى إيطاليا، ويتعرض الفيلم لمعاناة هذا المهاجر.. والموضوع ليس فقط عن الهجرة غير الشرعية بل هو قائم فى الأساس على هوية الإنسان الذى يفتقد حقوقه بسبب الهجرة، وكيف تتسبب الهجرة فى سلب أى إنسان لأشياء كثيرة.. فقط لأنه يعيش فى بلد آخر بعيدا عن وطنه. وهل سيتعرض الفيلم للأسباب التى دفعت هذا الشاب للهجرة؟ إطلاقا لن نتعرض لأى أسباب تخص المجتمع المصرى.. فالفيلم بالكامل يدور فى إيطاليا، ونفتتح القصة بعد مرور 20 عاما على وجود هذا الرجل فى إيطاليا. هل سيكون الفيلم بالكامل إيطالى الجنسية ويعامل بمصر كفيلم أجنبى؟ هذا غير واضح وليس مؤكدا حتى الآن، الحديث حاليا يدور حول إنتاج مشترك بين مصر وإيطاليا، وهناك منتجون إيطاليون متحمسون للفكرة جدا ونتفاوض مع اثنين منهم الآن لكننا نحاول القيام بشىء جديد على مستوى الإنتاج المشترك.. فدائما يقال إن المنتج المصرى مسئول عن التصوير فى الوطن العربى وكذلك التوزيع العربى وبالمثل الأجنبى يكون مسئولا عن التصوير فى الخارج وكذلك التوزيع فى الخارج، ولكننا نريد تقسيم الإنتاج بطريقة الحصص بمعنى أن يكون لنا حصة معينة فى الإنتاج تمكننا من أن يكون لنا حصة فى الإيرادات بشكل كامل.. وهذا سيعود بنفع كبير جدا. وما هى أوجه النفع التى تراها؟ أوجه النفع تأتى على عدة مستويات أولا على مستوى تسويق الفيلم المصرى فى العالم أجمع لأن الفيلم 90% منه ناطق بالإيطالية ولذا سيكون سهل التسويق فى جميع أنحاء العالم، أما المستوى الثانى وهو أن نسبة أرباحنا فى الفيلم سترتفع لكوننا نملك حصة فى الفيلم نفسه. وهل سيكون الفريق كله إيطاليا؟ لا.. فهناك ثلاثة ممثلين من مصر، والباقى من فرنسا وإيطاليا، وهناك أسماء إيطالية كبيرة تقرأ السيناريو الآن وجار الاتفاق معهم، ولن أتحدث عنهم الآن إلا بعد موافقتهم النهائية. هذه ثانى تجربة لك فى السينما الإيطالية.. ولكن التجربة الأولى لم تظهر بعد؟ هذا صحيح فالسينما الإيطالية ثرية جدا، وفيلمى الأول «الأب والغريب» فى طريقة للعرض وسيكون العرض الأول له بمهرجان روما فى عرض خاص بحفل الافتتاح وسيشارك أيضا فى المسابقة الرسمية. وماذا عن دورك فيه؟ ألعب دور أب سورى.. والفيلم نفسه يحكى قصة أب سورى وأب ايطالى يتقابلان معا فى أحد المواقف فتجمعهم صداقة، فكل منهما لدية طفل من ذوى الاحتياجات الخاصة لذا يتوحدان على مشكلتهما. وأضاف واكد: الجميل فى هذا الفيلم أنه موضوع جديد ويتحدث عن العرب بشكل إنسانى وليس سياسيا وهذا ما دفعنى لدخوله ولشعورى بأنها مبادرة طيبة أن نقرب بين الناس فى المنطقتين، كما تقر القصة بأن الغرب والعرب قادران على بناء صداقة متينة بينهما. هل نستطيع القول بأن عمرو واكد ينجرف قليلا فى عالم السينما الغربية على حساب المصرية؟ غير صحيح.. فالقصة هى التى تستهوينى، وتجبرنى على دخول أى عمل، وكم من عروض رفضتها رغم ضخامتها وضخامة الأسماء التى تقدمها سواء مخرجين أو شركات إنتاج.. ولكنى أرفضها لأنها «ملهاش لازمة» ولأنى أرفض الشكل المطروح من تقديم شخصية كاريكاتورية للعربى، وهناك شركات إنتاج معروفة تقدم دائما هذا الشكل للعربى ورفضت عدة عروض قدمتها لى تلك الشركات، وأنا حريص على البعد عن الأفلام السياسية الصريحة و«الطنطنة» وأحب الموضوعات الإنسانية، كما أن لدى ابنا عربيا، ولا أرغب عندما يكبر فى السن أن يجد أباه قدم أدوارا أهانت العرب. لكن بعض الأفلام وكذلك الأقلام تؤكد على فكرة رغبة الغرب فى تصحيح أخطائه تجاه الشرق؟ هذا صحيح.. والفكرة السائدة الآن هو أنه ليس من الصائب معاداة العرب، وأشعر أن القادم فى أغلبه سيسير على هذا النهج رغم وجود عدد من الأعمال يريد استكمال مسيرة تشويه العرب والنيل من صورتهم أمام العالم وعرض على الكثير من تلك الأعمال ولكنى رفضتها جميعا. هل يمكن الحديث عن عمل معين منها؟ هناك أعمال لمخرجين كبار وبجوار نجوم عالميين، ولكنى لن أتحدث عنها ولن أذكر أسماء. لكن على سبيل المثال عُرض علىَّ مسلسل انجليزى من حلقتين يتناول سيرة عدى نجل صدام حسين وأعماله البشعة التى ارتكبها فى حق الشعب العراقى وكان اسم العمل «قرين الشيطان» وطلب منى القيام بدور صديق عدى الذى يساعده فى تنفيذ تلك الأعمال البشعة لكننى وجدت العمل مفتعلا جدا والهدف منه غامض جدا. وأضاف واكد: رفضته بسبب ذلك ولأنى اشتركت بالفعل فى تقديم قصة حياة صدام حسين نفسه فى مسلسل «بيت صدام» ولا داعى لتقديم قصة ابنه مرة أخرى لتحمل ضمنيا تبريرا لغزو أمريكا للعراق.. ورغم أننى اعتذرت عن «قرين الشيطان» فإنهم ظلوا فترة طويلة يلحون فى اتصالات عديدة وعندما رفضت بحزم وجدت خبرا نشر على لسان المخرج أنه اعتذر لى عن تقديم الدور.. وكان تصريحا عجيبا جدا لأنى أنا من رفضت ولكنى لم أرغب فى التعليق وقتها وتركتهم يقولون ما يريدون. وماذا عن المشاريع الأوروبية الأخرى؟ هناك فيلم انجليزى رائع جدا بعنوان «صيد السلامون فى اليمن» وأقوم فيه بشخصية شيخ يمنى وحتى الآن هناك مفاوضات مع المخرج حول بعض النقاط ولكننى متحمس جدا لهذا العمل وأتمنى أن يخرج إلى النور. وما هى قصة هذا العمل؟ العمل ثرى جدا وموضوعه كبير ومعقد، ويروى قصة شيخ يمنى ثرى جدا ويريد إقامة مسابقة لصيد السلامون ولكن لا يوجد سلامون باليمن لذا يستورد السلامون من النمسا ويضعه فى بحيرة ليصطاده!. وماذا عن «ريش نعام» و«أبواب الخوف»؟ أقوم حاليا بتصوير العملين ويتبقى شهران تقريبا على الانتهاء من مشاهد «ريش نعام».. أما «أبواب الخوف» فيبقى له نحو شهر تقريبا. لماذا اعتذرت عن فيلم «زهايمر»؟ لأنى مشغول جدا فى العديد من الأعمال ولن أنتهى منها قبل شهر أغسطس المقبل. لكن قيل إن رفضك جاء نتيجة الادعاء بأن عادل إمام يقوم بتهميش من حوله؟ تساءل مستنكرا: من يستطيع أن يقول هذا؟.. عادل إمام أستاذنا كلنا.. وأى كلام غير هذا كذب.. ولو كان تصوير هذا العمل فى سبتمبر لكنت وافقت على الفور. تم اختيارك كسفير للنوايا الحسنة.. ألم تخش أن يؤثر هذا على عملك الفنى؟ أنا كنت صريحا جدا وقلت سأفعل ما أستطيع أن أقوم به لأن هذا الموقع مسئولية كبيرة جدا ولابد أن أكون على قدرها.. وأفكر كثيرا فى كيفية عمل موازنة بين عملى كممثل وكسفير للنوايا الحسنة. ما خططك لهذا المنصب.. وماذا يدور فى ذهنك لمساعدة مريض الإيدز؟ أول شىء أضعه فى حساباتى وأتمنى التوفيق فيه هو إزالة الوصمة التى تلاحق مريض الإيدز لأنهم يعاملون بشكل غير صحيح على الإطلاق لذا لابد من التعامل مع الأزمة الإنسانية التى يعانون منها لأنه فى رأيى ما يقتل مريض الإيدز ليس المرض بقدر التعامل معه ممن حوله. وأضاف: لابد أن يدرك الجميع أن الإيدز ليس مثل أى مرض معد آخر.. بل يمكن أن أخشى مريض الإنفلونزا أكثر من مريض الإيدز.. ولذلك نحتاج مجهودا كبيرا للتعامل مع الرأى العام العربى تجاه هذا المرض.