ثمن العالم المصري الدكتور أحمد زويل من قيمة العقليات والكوادر البشرية المصرية، مشيرا إلي أن مصر بلد تمتلك الكوادر التي يمكنها تطوير البحث العلمي إذا عملت في مناخ مناسب يعتمد علي ثقافة فرق العمل، وأوضح أننا لا يجب أن نعتمد بشكل كلي علي أمريكا أو أي بلد لتطوير البحث العلمي . وقال الدكتور زويل في كلمته اليوم الأحد خلال اللقاء العلمي الذي عقده مع أعضاء هيئة التدريس بجامعة الإسكندرية إنه لا بلد يمكنها أن تطور البحث العلمي بلا ثمن ولا يمكن أن تقوم بلد بتطوير البحث العلمي لبلد أخري بدون رؤية واضحة من أبنائها ورغبة حقيقية في التطوير . ورفض الاعتماد الكامل علي مساهمات رجال الأعمال في تطوير البحث العلمي ، مؤكدا أنه من الخطأ تصور أن البحث العلمي يمكن أن يتطور من خلال مساهمات وتبرعات رجال الأعمال وأنه يجب علي الدول أن تدعم البحث العلمي وتسانده حتي يتطور وفقا لأهدافها الموضوعة ووفقا لرؤيتها. وأضاف زويل أن فكرة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في مساعدة الدول الإسلامية تهدف إلي مد اليد للعالم الإسلامي للمساعدة في تطوير البحث العلمي والنهوض بأبنائه، مؤكدا أن الدول التي ستتمكن من الاستفادة من مبادرة أوباما هي الدول التي لديها خطة واضحة ولديها القدرة علي الاستفادة من المبادرة . وأوضح أن تلك المبادرة ستسعي لتأسيس مراكز تميز علمية في العالم الإسلامي والعالم العربي، مشيرا إلي أن تلك المراكز يمكن أن تكون نواة حقيقية للبحث العلمي الجاد في تلك الدول . وأشار العالم المصري الدكتور أحمد زويل إلي أهمية التعليم في تقدم الأمم، موضحا أن مشكلة مصر الأولي هي التعليم وتطويره، ولفت إلي أن مصر وحدها لا تعاني من تلك المشكلة لكن تشترك معها العديد من الدول منها الولاياتالمتحدة نفسها والتي تسعي دائما لتطوير نظام التعليم بها. وقال إن التعليم يعد مشكلة أمن قومي وأن الجيل القادم يجب أن يتعلم بالشكل الصحيح من مراحل التعليم الأساسي حتي يصل للجامعات وهو مؤهل علميا وحتي يتخرج وهو يمتلك القدرة علي المساهمة في تطوير الإنتاج والنهوض بما يسمي اقتصاد المعرفة . وربط الدكتور زويل بين القيم الأخلاقية والبحث العلمي المحترم ، مشددا علي أنه لا يستطيع أي إنسان أن يقوم بعمل بحث علمي يفيد العلم بلا قيم ، ولا يوجد تعارض بين الدين والعلم وأن أكبر الموضوعات التي ستطرح للنقاش خلال القرن الحالي هو العلاقة بين الدين والقيم والعلم . ولفت إلي أن هناك بعض الأبحاث العلمية يري البعض أنها تتعارض مع الدين أو القيم مثل أبحاث الاستنساخ وأن الحل في هذه المعضلة هو مناقشة تلك الأمور من كافة جوانبها بشكل موضوعي لا يخالف العقائد والقيم ولا يؤثر علي التقدم العلمي المفيد للبشرية . حضر اللقاء العلمي وزير التعليم العالي والدولة للبحث العلمي الدكتور هاني هلال ورئيسة جامعة الإسكندرية الدكتورة هند حنفي ونواب رئيس الجامعة ونخبة من أعضاء هيئة التدريس والطلاب .