أعلنت الحكومة البريطانية اليوم الجمعة، أنها سحبت مقالة كتبتها سفيرتها في لبنان على مدونتها، أشادت فيها بآية الله محمد حسين فضل الله الذي توفي الأحد الماضي، وكان يعتبر سابقا المرجع الروحي لحزب الله. وأوضح متحدث باسم الخارجية البريطانية، أن النص الذي كتبته فرانيسس غاي سحب لأنه "رأي خاص" حول فضل الله، الذي تعتبره الولاياتالمتحدة "إرهابيا". ففي مقالة بعنوان "وفاة رجل شريف" كتبت السفيرة أن فضل الله كان أكثر سياسي لبناني سعدت بلقائه. وتابعت "عندما تزوره، يمكنك التأكد من حدوث نقاش فعلي وجدل في جو من الاحترام، والوثوق من أنك ستغادر شاعرا بأنك أصبحت شخصا أفضل". وتابعت "العالم يحتاج إلى مزيد من الرجال مثله، أولئك الذين يرغبون بمد اليد إلى ما بعد المعتقدات، وإقرار حقيقة العالم المعاصر، ويتمتعون بالجرأة على مواجهة القيود القديمة". لكن متحدثا باسم الخارجية البريطانية أوضح أن "السفيرة عبرت عن رأي شخصي حول السيد فضل الله، واصفة رجلا لا تعرفه. وهذا لا يمثل سياسة الحكومة لذلك تم سحب المقال". وتابع "لكن مع أننا نرحب بمواقفه التقدمية حول حقوق المرأة والحوار بين الأديان، فإننا نختلف معه على أمور مهمة، على غرار تصريحاته المؤيدة للهجمات على إسرائيل". وكان فضل الله المرشد الروحي لحزب الله في بداية تأسيسه في الثمانينيات، قبل أن يحصل تباعد بين الجانبين بسبب تباينات في وجهات النظر حول المرجعية الدينية. إذ سعى فضل الله إلى تأسيس مرجعية مستقلة عن الحزب الشيعي الذي تدخل "ولاية الفقيه" في صلب عقيدته. وكان العلامة الشيعي من مؤيدي "الجهاد والمقاومة" ضد إسرائيل. واتهمته وسائل الإعلام الأميركية في الثمانينيات بالوقوف وراء عمليات خطف جماعات متشددة مرتبطة بإيران للأميركيين في لبنان. واعتبرته وسائل إعلام أخرى وسيطا. ولم يحدد دوره بدقة قط. وليست فرانسيس غاي الوحيدة التي أثار رأيها في فضل الله مشكلة، حيث استقالت الصحفية في سي إن إن أوكتافيا نصر، بعد أن نشرت رسالة عبر موقع تويتر تشيد فيها برجل الدين الراحل.