قال مصدر بأمانة السياسات بالحزب الوطنى الديمقراطى إن أحاديث وتصريحات صحفية أدلت بها بعض قيادات الحزب الحاكم عن أن جمال مبارك هو البديل المحتمل للرئيس حسنى مبارك فى حال ما قرر الأخير عدم خوض انتخابات الرئاسة لعام 2011 «قوبلت بعدم ارتياح من الجناح المحافظ فى الحزب»، فى إشارة إلى ما تحدث به البعض من داخل الحزب الوطنى الديمقراطى على أن جمال مبارك، النجل الأصغر للرئيس والأمين المساعد للحزب الحاكم وأمين لجنة السياسات المتنفذة هو المرشح المحتمل فى حال ما قرر مبارك عدم الترشح. وحسب المصدر نفسه فإن «تكرار» مثل هذا التصريح أو التلميح به على لسان مجموعة من أعضاء الحزب المحسوبة على جناح «الفكر الجديد» الذى يقوده مبارك استدعت قيام الأمين العام للحزب السيد صفوت الشريف بالتأكيد «للجميع» أن الحزب لا يتحدث عن الشخص البديل المحتمل وأن الاتجاه السائد فى صفوف الحزب الوطنى هو أن «مبارك هو مرشح الحزب فى الانتخابات الرئاسية 2011». كان الشريف قد صرح مرارا بأن الحزب الوطنى الديمقراطى سيعلن اسم مرشحه لانتخابات الرئاسة المقبلة من خلال المؤتمر العام للحزب مع التأكيد أن مبارك هو زعيم الأمة. كما كان رئيس الوزراء أحمد نظيف قد صرح مؤخرا عن اعتقاده بأن مبارك يبقى المرشح الأمثل لرئاسة مصر فى ظل عدم إفراز النظام لمرشحين بدلاء. وحسب مصدر آخر، أيضا فى لجنة السياسات للحزب الوطنى الديمقراطى، فإن قيادات الجناح التقليدى فى الحزب ترى أن فى الحديث عن «البديل المحتمل» للرئيس مبارك إشارة وتلميح إلى أن الرئيس يفكر بصورة ما فى عدم الترشح، «وهو ما لا يتفق مع تصريحات الرئيس من أنه باق فى خدمة الوطن مازال القلب ينبض». وحسب هذا المصدر فإن القيادات التقليدية فى الحزب الوطنى الحاكم ترى أيضا أن حديث البديل المحتمل الآن «يمكن أن يثير بلبلة لا داعى لها» حول مدى رغبة الرئيس وقدرته على الاستمرار فى القيام بالمهمة التى أوكلت إليه بداية من عام 1981. واتفق المصدران على أن «التوجه الآن هو للابتعاد عن الحديث عن انتخابات الرئاسة والتركيز على ما هو قادم» فى إشارة إلى الانتخابات التشريعية المقرر أن تجرى خريف العام الحالى. وقال مصدر رسمى إن السيد جمال مبارك «منشغل الآن بعقد جلسات عصف ذهنى متوالية للنظر فى الخطوط العريضة لبرنامج الحزب الوطنى خلال انتخابات مجلس الشعب القادمة» وأنه «لا حديث الآن عن مسألة انتخابات الرئاسة». وتختلف التقديرات داخل صفوف الحكم المصرى وصفوف معارضيه حول الخطط السياسية المقبلة لجمال مبارك. ففى حين يصر البعض بلهجة من يعلم يقينا أن حظوظ نجل الرئيس للوصول لسدة الحكم فى مصر تراجعت فى الشهور الأخيرة، وأن سيناريو ما عرف بالتوريث قد انتهت صلاحيته، يصر فريق آخر، بنفس الدرجة من الثقة، أن جمال مبارك لم يتنازل عن طموحه السياسى فى أن يكون الرئيس القادم لجمهورية مصر العربية.