اتهم شيوخ وأبناء قبيلة العامرين البدوية بمنطقة الزعفرانة المجاورة لجبال عتاقة مسئولين بمحافظة البحر الأحمر وأجهزة أمنية بالانتقام منهم باتخاذ إجراءت فعلية لطرد 200 أسرة من القبيلة من أراضيهم بعد أحداث سيناء الأخيرة من أجل تسليم هذه الأراضى إلى أحد رجال الأعمال، الذى فشل فى الحصول عليها من قبل. وقال الشيخ سليم مسالم، أحد شيوخ القبيلة: «تم إبلاغنا بالفعل منذ أيام قليلة باتخاذ قرار بطردنا من أراضينا فى منطقة الزعفرانة المجاورة لجبال عتاقة، على الرغم من أننا حصلنا على هذه الأراضى كتعويض عن أراضينا التى أخذت منا من قبل لإنشاء وتوسعة مشروعات استثمارية، أما اليوم فيريدون أخذ أراضينا بشكل مفاجئ ودون سابق إنذار مما سيترتب عليه طرد 200 أسرة من أبناء القبيلة فى العراء بينهم نساء وشيوخ وأطفال». واتهم الشيخ سليم، أحد رجال أعمال بانتهاز فرصة الاشتباكات بين الشرطة وبدو سيناء واستخدم نفوذه وعلاقاته الأمنية للزعم بأنه لا فرق بيننا وبين المطاردين بسيناء وقال الشيخ سليم إن رجل الأعمال وجه اتهامات ظالمة ضد القبيلة مثل أنه يوجد بينهم من يعمل فى تجارة غير مشروعة، ويضيف الشيخ سليم: «البعض يساعد رجل الأعمال لتحقيق أهدافه بالاستيلاء على أرضنا باستخدام القوة». وعلى جانب آخر، صرح مصدر أمنى رفيع المستوى ل«الشروق» بأن عمليات تمشيط المناطق الجبلية القريبة من وسط سيناء والخالية من السكان إلا فى تجمعات بدوية صغيرة للغاية بدأت تقل حيث يسود الهدوء الحذر المنطقة، وتوقع المصدر الذى فضل عدم ذكر اسمه أن المؤتمر المقرر انعقاده مطلع الأسبوع المقبل بمشاركة شيوخ سيناء ستكون نتائجه جيدة وربما ينهى حالة التوتر التى سادت المنطقة خلال الأسبوع الماضى. وشهدت معديات قناة السويس عبور قوات أمنية جديدة تابعة لوزارة الداخلية فى اتجاه وسط سيناء، وأكد مصدر أمنى أنه لا علاقة للتهدئة الحالية بين وزارة الداخلية ومشايخ بدو شمال سيناء بإمكانية إضافة قوات جديدة من عدمها، فالمطاردات للمطلوبين أمنيا مستمرة ولن تتوقف حتى يتم القبض على المطلوبين أمنيا. كما شهد نفق الشهيد أحمد حمدى لليوم الخامس على التوالى تكدس عشرات السيارات المتجهة إلى سيناء نتيجة الإجراءات الأمنية المشددة التى تتبعها أجهزة الأمن المصرية على مدخل النفق المؤدى إلى محافظتى شمال وجنوبسيناء، حيث استمرت عمليات فحص الهويات للركاب القادمين من محافظات الوادى والدلتا بحثا عن مطلوبين هاربين. وبلغت فترة انتظار السيارات العابرة للنفق أكثر من ساعة فى ظل بطء عمليات الفحص والتفتيش. كما شهد كمين عيون موسى إجراءات أمنية مشددة مما أدى إلى تأخر وصول المسافرين إلى مدن محافظة جنوبسيناء. وتلقت «الشروق» اتصالات هاتفية عديدة من مواطنين وسائقين أتوبيسات سياحية توضح استياء الجميع من استمرار الإجراءات بهذه الصورة التى لم يسبق لها مثيل. واحتجزت شرطة المعديات وكوبرى السلام عددا من الأفراد لعدة ساعات داخل المكاتب التابعة لهم والموجودة فى نطاق هذه الأماكن لحين التأكد من هويتهم، وكثفت من التفتيش على التجار، فى الوقت الذى خضعت فيه منافذ الإسماعيلية والطرق الرئيسية المحيطة بها إلى عمليات تمشيط واسعة. وقال مصدر أمنى إن هذه الإجراءات احترازية فقط وهدفها كشف محاولات التسلل وتأمين المنطقة من الأفراد القائمين بعمليات التهريب عبر الأنفاق والمتخذين من الإسماعيلية مسلكا لهم وكذلك البحث عن الهاربين من أحكام جنائية لجميع المطلوبين وليس البدو فقط قائلا إن المواجهات مع البدو لا تخرج عن نطاق المطلوبين أمنيا منهم دون المساس بحقوق الملتزمين منهم. بينما أكد أحد شيوخ القبائل استمرار القبضة الأمنية المشددة على البدو حاليا والتوجيهات الأمنية لهم بعدم الإدلاء بأية تصريحات لوسائل الإعلام منعا لمزيد من الاحتقان فى العلاقات بين الطرفين. وقالت سيدة بدوية تدعى (أم عايد) بعد عبورها نفق أحمد حمدى ل«الشروق» وهى تبدى استياءها الشديد من التشدد الأمنى: «أنا مش عارفة هما بيتعاملوا معانا كده ليه هو إحنا يهود أو إسرائيليين، جايين يتشطروا عليا أنا وأولادى عند عبورنا النفق من أجل شراء مواد تموينية ومستلزماتنا فقط وعاوزين كمان يفتشونا، يروحوا ويقبضوا على «أبولافى» بدل ما يتشطروا عليا أنا وأولادى ويقوموا بتفتيشنا أكثر من مرة». إلى ذلك أبدى محافظ شمال سيناء اللواء مراد موافى غضبه الشديد من تغطية وسائل الإعلام دون تحديد لأحداث وسط سيناء وذلك خلال لقاء مع شباب المنطقة الحدودية الذى نظمته جامعة سيناء الخاصة والذى تم اختيار شبان بعينهم من الذين لهم صلات بالحزب الوطنى الديمقراطى لحضوره وتم اصطحابهم بعد اللقاء إلى زيارة ترفيهية للقاهرة لعدة أيام. وعلق أحد الشبان الحاضرين ممن يمتهنون مهنة الإعلام أن حجب المعلومات من الطرف الحكومى هو ما يؤدى لوجود تباين حول رؤية نقل الأخبار عن أزمات سيناء.