شكلى كده هاجيب ضرفها». أمير عادل صاحب أحدى محال الذهب الصغيرة فى منطقة الزيتون، يجلس أمام التليفزيون يتابع المسلسل باهتمام، وينتظر أن ترن الأجراس الصغيرة المعدنية المعلقة أعلى باب المحل لتعلن دخول زبون، «نفسى فى زبون يشترى مش يبيع». ينتظر الناس بداية الصيف لإتمام حفلات الزفاف والخطوبة، لكن «الموسم انضرب»، فى رأى أمير لأن سعر جرام الذهب عيار 21 الذى يقترب من حاجز 200 جنيه مبرر واقعى لإلغاء «شبكة العروس» من قائمة أساسيات الزواج. الخوف من كلام الناس هو ما دفع ميار إلى «الشبكة المستعملة». تبتسم الشابة التى شارفت على الثلاثين فى سخرية، «بعدما شفت فيلم بنتين من مصر عرفت أنى لازم اتنازل عن حاجات كتير». ينظر أمير من خلال الزجاج إلى شاب وفتاة وقفا أمام فاترينة المحل، «الشباب دول غلابة تلاقيهم بيلفوا على دبلة خفيفة علشان الخطوبة»، أمير لم يعد ينتظر أن يدخل خطيبان لطلب ذهب أكثر من الدبل، «هايجيبوا شبكة منين هما لاقين ياكلوا». ميار لا ترى قيمة كبيرة فى الشبكة، لأن تجهيز منزل للزوجية «عايز فلوس بالكوم»، وخطيب المستقبل الذى يعمل موظف فى مؤسسة حكومية، ويمتلك مكتب اتصالات يعمل فيه ليلا، «حالته على قده». رفض ميار الشبكة سببه تخفيف الأعباء عن خطيبها، الذى انتظرته خمسة أعوام حتى يتقدم لخطبتها، لكن والدتها رفضت إتمام الزواج إلا بوجود الشبكة، «قالت لى أنت عايزة الناس تاكل وشنا»، لأن جميع فتيات العائلة والجيران «جالهم شبكة». صديقات ميار قدمن حلولا فورية، «كل واحدة فيهم قالت لى أعملى زيى»، الحلول كانت الذهب الصينى، أو تأجير شبكة، لكن والدة ميار اختارت «الشبكة المستعملة، علشان تأمن مستقبلى بحتتين الذهب». خطيب ميار رصد مبلغ خمسة آلاف جنيه للشبكة، «ها شترى دبلة خفيفة قوى من أى محل وجارتنا ها تبيع لى سلسلة فيها ماشاء الله مع أنسيال». والدة ميار اعتادت على شراء الذهب المستعمل، «علشان ما تدفعش مصنعية» لكن ميار لم يخطر فى بالها أن تضطر إلى شراء شبكتها بنفس الطريقة بسبب ارتفاع أسعار الذهب. سوق الذهب العالمية تشهد حالة من عدم الاستقرار، وأكدت دراسات لمصادر اقتصادية عالمية من بينها مذكرة لبنك UBS السويسرى، أن تشهد السنوات القادمة ارتفاعا غير مسبوق لأسعار الذهب. وبعض المصادر ذكرت ان الارتفاع الذى سيحدث قد يصل إلى الفين وخمس مائة دولارا للأوقية، فى حين ان اسعار الذهب اليوم لا تتعدى 40% من الرقم المذكور. وتوقعت مؤسسة ميريل لينش أن يحدث الارتفاع على مراحل، الأولى عام 2009 و2010 سيكون متوسط الأسعار ما بين ألف دولار وألف وخمس مائة دولار للاوقية، حتى يصل إلى ذروة ارتفاعه بعد ذلك. «مؤشر الذهب طالع نازل لما هد حيلنا»، حالة الركود فى أسواق الذهب ليست جديدة فى رأى الصائغ أمير، الذى يعيش فى سوق الذهب منذ خمسة عشر عاما. والمشكلة بالنسبة لأمير المستثمر الصغير، تتمثل فى تزامن ارتفاع الأسعار مع المواسم، «ده غير الستات اللى بتبيع ذهابها من باب الاستثمار».