من المعروف أنه أثناء الحمل قد تنحسر بعض أعراض أمراض المناعة الذاتية مثل الروماتويد، تصلب الأعصاب المتناثر، الذئبة الحمراء وكلها أمراض يفردها العلم لنشاط جهاز المناعة فى اتجاه خاطئ كسبب رئيسى تجتمع معه أسباب أخرى متعددة مختلفة. الملاحظة أثارت انتباه فريق من الأطباء فبدأوا برصد المتغيرات البيولوجية التى تصاحبها أثناء الحمل. Howard R.Pety and Roberto Romero of the National Institute of Health. Michigan. انتهى البحث الذى ينشر فى شهر أغسطس المقبل فى المجلة العلمية المرموقة American Journal of Reproductive Immunoligy إلى أن غياب إنزيم مهم (Pyruvate Kinase) فى خلايا الحامل المناعية مقارنة بوجوده الدائم بنسبة مرتفعة معروفة فى خلايا المرأة غير الحامل قد يكون السبب. انحسار هذا الانزيم فى الخلايا المناعية للمرأة أثناء الحمل يؤدى إلى فترة هدنة تنحسر فيها أيضا الأعراض الحادة التى تعانى منها مريضة الروماتويد على سبيل المثال أو تصلب الأعصاب المتناثر فى غير فترة الحمل. مما يؤكد صدق نتائج البحث أن نسبة الإنزيم ترتفع أيضا عند السيدات المصابات بحمى النفاس أو الحمل الذى تنعقد أحواله بحالة مرضية يرتفع فيها ضغط الحامل إلى معدلات عالمية ويصاحبه تفاعل التهابى ينشط فيه الجهاز المناعى وخلاياه. النتيجة المهمة التى تخلص إليها الدراسة قد تحمل مفتاح الخلاص من أمراض متعددة غير مفهومة حتى الآن يصنفها العلم تحت عنوان أمراض المناعة الذاتية. إذ إنها أمراض تنشأ نتيجة نشاط الجهاز المناعى وكل خلاياه والذى هو فى الأصل حاضر لمقاومة الميكروبات على اختلاف أنواعها حين تهاجم الإنسان ضد الجسم نفسه فيبدو الأمر كالنيران الصديقة التى تخطئ هدفها فى الحرب إلى الفريق الصديق بدلا من فرق الأعداء. إنتاج عقار جديد يعمل على خفض مستوى إنزيم (بيروفات كيناز) فى الخلايا المناعية قد يكون أملا لكل مرضى أمراض المناعة الذاتية