بعد إعلانه يوم الخميس الماضي اعتزال لعب الكرة مؤقتا بهدف "مراجعة" مشواره الرياضي ، تلقي المهاجم البرازيلي أدريانو صيحات انتقاد ورسائل دعم عقب قراره المفاجيء ، الأمر الذي أثار ردود فعل واسعة في جميع أنحاء البرازيل. ففي الوقت الذي أعرب فيه كارلوس دونجا المدير الفني للمنتخب البرازيلي لكرة القدم ورونالدو نجم فريق كورينثيانس عن مساندتهما للاعب ، إلى جانب عدد من الشخصيات الأخرى ، وصف أسطورة كرة القدم بيليه اللاعب أدريانو الملقب ب الإمبراطور" بأنه مثل سيء للشباب! وقال دونجا في تصريحات للموقع الرسمي للاتحاد البرازيلي لكرة القدم : "الأمر الأهم الآن هو أن يتمكن أدريانو من تجاوز مشكلاته وأن يعود سعيدا.. فبهذه الطريقة فقط سيجد طريقه مرة أخرى". ويعاني أدريانو منذ نحو عامين من مشكلات مع الإحباط وتعاطي الخمور ، وأعلن يوم الخميس الماضي أنه سيهجر كرة القدم مؤقتا رغم نفيه أن تكون مشكلاته الحالية ناجمة عن الإحباط أو المرض. وأضاف دونجا : "لقد أظهر (أدريانو) دائما استمتاعا باللعب للمنتخب ، وهو يجتهد كثيرا في التدريبات .. أتمنى أن يعود للعب الكرة .. وأن يشعر بالسعادة". وكان دونجا قد استدعى اللاعب لمواجهتي الإكوادور وبيرو الأخيرتين في التصفيات المؤهلة إلى بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا ، لكنه أبقاه على مقاعد الاحتياطيين. أما المدير الفني لساو باولو بطل الدوري البرازيلي موريسي راماليو الذي تولى تدريب أدريانو لمدة ستة أشهر عندما انضم اللاعب لفريقه معارا من ناديه إنتر ميلان الإيطالي مطلع عام 2008 ، فأكد أن اللاعب "يهدر موهبته". وقال راماليو : "عليه الاعتناء بصحته .. عليه أن يبحث عن محترفين ليس فقط لكي يعود للعب الكرة ، بل أيضا من أجل حياته .. إنه يهدر موهبته .. قبل أن يتخذ المرء قرارا عليه أن يطلب المساعدة". أما النجم الكبير رونالدو ، فلم يكتف بالتضامن مع "الصديق العزيز" ، بل انتقد أيضا من وصفهم ب"الانتهازيين" الذين يستغلون اللحظة السيئة التي يمر بها المهاجم البالغ من العمر 26 عاما. وقال رونالدو : "نرى شخصيات عديدة تقيم وتتوجه بالنصح ، العديد من الانتهازيين ومعلقين بالصدفة يأتون ويعطون رأيهم في الوقت الذي يمر فيه الفتى بصعوبات". وأضاف مهاجم كورينثيانس : "إنني حزين لأنه ثبت مجددا حالة قلة الاحترام التي يعاني منها النجوم". وأكد رونالدو أن ما عليه فعله لمساعدة الإمبراطور ، سيفعله بعيدا عن أعين الصحافة "فقط أنا وهو ، لن أجعل من نفسي حكما آخرا على تصرفاته". وبرر أدريانو لدى إعلانه قرار اعتزاله المؤقت بأنه يفعل ذلك "لمراجعة" مشواره ، مستبعدا إمكانية العودة إلى إيطاليا ، والتي قال إنه لا يشعر فيها بالسعادة ، ونافيا معاناته من مشكلات صحية خطيرة. وقال أيضا : "لست مريضا .. أدريانو لم يمت"! لكن الغريب كان حصول أدريانو على دعم من أحد أكثر الأشخاص تضررا من قراره وهو البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني لإنتر ميلان. وقال مورينيو في تصريحات نشرتها صحيفة "لا جازيتا ديللو سبورت" الإيطالية : "المهم هو أن يكون أدريانو سعيدا .. يمكن فقدان اللاعب ، ولكن المهم هو استعادة الشخص .. الأمر انتهى .. فعل إنتر كل شيء لمساعدته ، حتى قبل وصولي إلى هنا .. لم أتحدث مع أدريانو بعد ، سنرى فيما بعد الأسباب التي دفعته لاتخاذ هذا الموقف". غير أن عبارات التأييد لم تخرج من أفواه الجميع ، فبيليه أكد أن ما فعله اللاعب "أمر سيء للأجيال الجديدة". وقال بيليه : "إنها أشياء تؤثر سلبيا على صورة البلاد". وكان أدريانو قد برر خطوته بأنه يفكر في سعادته ، وقال : "قررت ذلك من أجل سعادتي .. ليس لدي شيء ضد إنتر ، لكنني لا أحب الحياة في إيطاليا .. هناك كنت أشعر أنني تحت ضغط ، وأنا لا أتحمل الضغوط منذ أن كان عمري 18 عاما .. أعرف أن الكثيرين لن يفهموا ذلك .. إنه وضع سيء ومزعج وليس هينا ، لكن هذا هو اختياري لحياتي".