طالب مجلس الشيوخ الأمريكي (الكونجرس) الرئيس باراك أوباما بانتهاج سياسة أعنف وأكثر حدة مع تركيا بسبب علاقتها بإيران وبحركة المقاومة الإسلامية (حماس). وأبدى عددا من أعضاء الكونجرس قلقه بسبب توتر العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة، وبينها وبين حلف شمال الأطلنطي (ناتو)، في الوقت الذي تتوطد علاقتها فيه بسوريا وإيران. وذكرت صحيفة "ورلد تريبيون" الأمريكية أن أعضاء في المجلس من الجمهوريين والديمقراطيين اعترضوا على سياسة أوباما التي تغض النظر عن تحالف تركيا مع إيران وحماس، وعداء أنقرة الواضح لإسرائيل، خاصة في وجود رئيس الوزراء التركي رجب أردوغان. وقال فرانك بالوون، النائب الديمقراطي عن ولاية نيوجيرسي، إنه "لا يمكن السماح للألاعيب القديمة أن تعود من جديد لتمنع أمريكا من اتخاذ القرار الصحيح". وأوضح بعض الأعضاء الجمهوريين أن عداء تركيا لإسرائيل أثار التساؤل حول ما إذا كان يجب على الكونجرس أن يستمر في دعمه لتركيا أم لا، رغم أن تركيا تعتبر أحد المواقع الرئيسية التي تجري فيها أمريكا مناوراتها العسكرية. وفي خطاب أرسله فرانك بالوون لأوباما في يونيو الحالي، أوضح أن قرار تركيا بإرسال قافلة مساعدات إلى غزة المحاصرة من إسرائيل ومصر يعتبر عداء لإسرائيل، وبالتالي عداء للغرب، وينم عن تحالفها مع قوى تريد أن تتحدى الدول الغربية. وانتقد النائب الديمقراطي عدم لجوء تركيا إلى حوار مفتوح، وقيامها بسحب سفيرها من إسرائيل، ووقف العلاقات الدبلوماسية. وأضاف النائب في خطابه لأوباما "أن تركيا بهذا اختارت أن تتجاهل الحقائق، وفرض رؤيتها للأحداث عن طريق التهديدات التي أطلقتها". في الوقت نفسه، طالب بعض النواب الأمريكيين الرئيس أوباما بإدانة مؤسسة حقوق الإنسان والحريات الإنسانية والإغاثة التي نظمت قافلة الحرية لتوصيل المساعدات إلى غزة، ووصفوها بأنها مؤسسة إسلامية إرهابية على علاقة بتنظيم القاعدة وحماس، واتهموها بأنها ضمت بعض العناصر المقاتلة وأوصلتهم على متن القافلة لمهاجمة الأسطول الإسرائيلي. من جانبه، هاجم النائب بيتر هوكستر، الرئيس السابق للجنة المخابرات بالكونجرس، الرئيس باراك أوباما قائلا: "إن أوباما أعطى شعوب الشرق الأوسط على مدار 18 شهرا إشارات واضحة بأنه من الممكن التعاون مع حماس وحزب الله، لكن هذا ليس نفس اتجاه الإدارة في واشنطن عموما". وأخيرا، صرح روبرت جيتس، وزير الدفاع الأمريكي، بأن رد فعل تركيا على عقوبات إيران خيب أمله، "لأن تركيا كانت حليفا جيدا لأمريكا على مدار عقود، كما أن هناك الكثير من التعاون المشترك بين أمريكا وتركيا فيما يخص المجال العسكري، لكن الحلفاء أحيانا يختلفون، وهذا ما حدث".