ما زالت ردود الأفعال الغاضبة تتوالى على قرارات الاتحاد الدولى لكرة السلة بمنع اللاعبات من ارتداء الحجاب والصليب فى البطولات الدولية التى ينظمها الاتحاد الدولى للعبة العدوى انتقلت سريعا للاتحاد الدولى للكرة الطائرة. فقد عانت البعثة المصرية لسيدات الطائرة من جراء هذا القرار الذى بدأ عندما كانوا فى مدينة مكاو بالصين، وتم تصوير الفريق بزيه المعتاد وألوانه المتناقضة وتم عرض الموضوع فى اجتماع الجمعية العمومية الماضية، وأقرت بمنع الحجاب من البطولات الدولية وتوقيع غرامات على مصر. وعن هذا يقول الكابتن رءوف عبدالقادر، المدير الفنى لفريق الكرة الطائرة بنات وصاحب أكبر الإنجازات فى تاريخ الأندية الأفريقية، بأن الموضوع خطير ولكن نحن سبب المشكلة فعندما كان المنتخب المصرى فى الصين لأداء مباريات هناك بمدينة مكاو كان الزى الذى تم الموافقة عليه «فانلات نصف كم» ولكن لاعبات مصر اشترت قطع الكم لتكمل به الزى، تمشيا مع الملابس الإسلامية، ومن هنا ظهرت مشكلة اختلاف الألوان والزى وهو ما يمكن أن يسبب مشكلات كثيرة فى الملعب، ولهذا تم تصوير اللاعبات المصريات وعرضها على أول جمعية عمومية للاتحاد الدولى، ولكن بمجهودات الدكتور عمرو علوانى، نائب رئيس الاتحاد الدولى، الذى وضح المسألة وانتزع منهم السماح باللعب بالحجاب، وتفهم رجال الاتحاد الدولى ووضعوا شروطا لهذه العملية. وأضاف أنه لا يعتبرها قضية دينية بقدر ما هى تنظيم، فالاتحاد الدولى يريد أن يجذب الجماهير أكثر فسمح بلبس المايوهات المثيرة فى الملعب و«الفانلات» التى تظهر تقاسيم الجسم وهذه وجهة نظرة التى لا تناسب عاداتنا وتقاليدنا، ولكن عند لبس الحجاب لابد أن يكون ذا ألوان زاهية وموحدة دون ارتداء أى ملابس قاتمة من شأنها أن تثير غضب المراقبين، أما الكابتن منى عبدالكريم، عضو مجاس إدارة الاتحاد المصرى للكرة الطائرة ونجم منتخب مصر والنادى الأهلى، فقد حملت على عاتقها محاربة هذا القرار، وقالت: الحجاب فى ملاعب الكرة الطائرة ليس خطرا على من ترتديه فأنا لعبت بالحجاب لسنوات، ولكن من الممكن أن يؤثر على ألعاب أخرى فردية مثل الجودو والتايكندو مثلا أما الألعاب الجماعية ليس لها أى تأثير إلا إذا كان القرار له أبعاد أخرى غير الرياضية ومع أن كل الاتحادات الدولية واللجنة الأوليمبية تمنع التلويح بالشعارات الدينية سواء الحجاب أو الصليب أو اختلاط الرياضة بالدين والسياسة، إلا أن هناك قرارات غير مفهومة على الإطلاق ولهذا أخذ الدكتور عمرو علوانى هذا الملف لمناقشته فى الاتحاد الدولى حتى يمكن أن يتم استثناء الحجاب من قرارات الاتحاد الدولى، وأضافت منى عبدالكريم بقولها: الاتحاد الدولى طلب من اللجنة الطبية التابعة له أن يعرف مدى تأثير الحجاب أو اللعب بالصليب على اللاعبات بحجة ظهور رأى يقول بأنه يعوق التنفس الطبيعى للاعبه حتى لا نقع تحت طائلة الغرامات المالية، كما حدث ولدينا أمل فى إنهاء هذا الموضوع الحساس حتى يكون هناك تطور فى الفكر وحرية فى العقيدة دون المساس بالروح الرياضية، لأن السلوك لا يمكن أن يتجزأ والعادات والتقاليد لابد وأن تحترم. ومع حرب الحجاب والصليب ضد قرارات الاتحادات الدولية، ظهرت بطلة السلة المسلمة أندرية أرمسترونج، والبالغة من العمر 22 عاما، واضطرت للتوقف عن حضور تمرينات فريقها استعدادا للموسم الرياضى الجديد بعد أن رفض مدربها السماح لها باللعب بزيها الإسلامى مما أدى إلى إيقاف المنحة الدراسية التي تحصل عليها من جامعة جنوب فلوريدا لتفوقها الرياضى. الرياضية المسلمة، والتى تحتل موقعا قياديا فى فريقها، رفضت موقف مدربها وأصرت على ارتداء ملابس رياضية طويلة وارتداء غطاء الرأس الإسلامى، استجابة لمعتقداتها الدينية. وقد لجأت الطالبة المسلمة لمكتب كير بولاية فلوريدا والذى عقد اجتماعا مع مسئولى الجامعة لشرح حقوق الطالبة المسلمة الدينية، وخلال الاجتماع تم الاتفاق على إعادة الطالبة المسلمة لفريقها مرتدية زيها الإسلامى وحصولها على منحتها الدراسية كاملة، كما وافقت الجامعة على أن تقوم بالاتصال بالرابطة الأمريكية الوطنية لرياضيى الجامعات ومطالبتها بالمساح للرياضية المسلمة بارتداء زيها الجديد خلال مباريات فريقها فى الموسم الرياضى الجديد. فهل يتم توحيد الصف العربى مسلمين ومسيحين أمام الاتحادات الدولية للوقوف فى وجه أى ممن يتحدى العادات والتقاليد ويمس المعتقدات الخاصة والتى لا تتعارض مع الممارسة الرياضية بشكل سليم ودون إثارة.