جرت أمس فى أجواء هادئة انتخابات الرئاسة الجزائرية شبه المحسومة لصالح الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، فى ظل غياب أحزاب المعارضة الرئيسية عن المشاركة بعد أن اختارت مقاطعة الانتخابات التى اعتبرتها معركة شكلية. خاض الرئيس بوتفليقة الذى تم تعديل دستور الجزائر من أجل السماح له بالترشح لفترة رئاسة ثالثة الانتخابات فى مواجهة خمسة مرشحين هم الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون ورئيس الجبهة الوطنية موسى تواتى ورئيس حزب عهد 54 على فوزى رباعين والأمين العام لحركة الإصلاح الوطنى جهيد يونسى والمرشح الحر محند سعيد اوبلعيد. وأشارت تقارير المراقبين إلى ضعف الإقبال على التصويت رغم الحملة الدعائية القوية التى أطلقتها الحكومة من أجل حشد أكبر عدد من الناخبين إلى الدرجة التى جعلت الرئيس بوتفليقة يردد طوال حملته الانتخابية شعار «صوتوا ضدنا إذا أردتم لكن صوتوا». كان حزبا المعارضة الرئيسية فى الجزائر وهما جبهة القوى الاشتراكية والتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية وشخصيات أخرى محسوبة على التيار الإسلامى قد دعوا إلى مقاطعة هذه الانتخابات بدعوى أنها «تكرس الوضع القائم». شارك نحو 200 مراقب دولى يمثلون الجامعة العربية (85) والاتحاد الأفريقى (100) ومنظمة المؤتمر الإسلامى (6) والأمم المتحدة (3) فى متابعة العملية الانتخابية فى الوقت الذى اتخذت فيه الأجهزة الأمنية إجراءات مشددة لمنع أى هجمات ومنعت المركبات من التوقف على مسافة قريبة من مراكز ومكاتب الاقتراع بعدما جندت أكثر من 160 ألف شرطى لتأمين الانتخابات. وقد اعتبرت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان أن التغطية الإعلامية للحملات الانتخابية للمرشحين لم تكن متكافئة وجاءت منحازة بشدة لصالح الرئيس بوتفليقة. من ناحيته، أعلن وزير الداخلية نور الدين زرهونى انتشارا أمنيا «مناسبا» لمراقبة 46577 مركز اقتراع فى مختلف أنحاء البلاد وفى الأماكن العامة «الحساسة» بينما أقامت الشرطة والدرك حواجز للإشراف على حركة السير على كبرى محاور العاصمة وكبرى المدن الأخرى. ودعا بوتفليقة باسم «الاستقرار والاستمرارية» و«جزائر قوية تسودها السكينة» كما يقول شعاره الانتخابى، الجزائريين إلى المشاركة فى الاقتراع على غرار ما فعل المرشحون الخمسة الآخرون الذين تملكهم هاجس امتناع الناخبين عن التصويت. وأجمعت الصحف الخاصة على أن المرشحين الآخرين باستثناء لويزة حنون زعيمة حزب العمال المرأة الوحيدة المرشحة التى ترتكز على قاعدة سياسية وبرنامج تدافع عنه منذ سنوات، يفتقرون إلى الشعبية. وقال المحلل السياسى ناصر جابى لرويترز إن الانتخابات لن تحدث فارقا لأن بوتفلقية سيفوز فى كل الأحوال ولهذا يمكن ألا يحدث إقبال على المشاركة فى الانتخابات. فى الجزائر العاصمة ذات المبانى البيضاء الفرنسية الطابع المطلة على البحر المتوسط غطت الملصقات الانتخابية المؤيدة لبوتفليقة الحافلات وأعمدة الإضاءة. وغاب عن المشهد الملصقات المؤيدة للمرشحين المنافسين.