ذكر رئيس سابق لوكالة المخابرات الخارجية الإسرائيلية (الموساد) اليوم الخميس، أن كلا من إسرائيل وتركيا لها مصلحة في إعادة بناء العلاقات رغم أن ذلك ربما يستغرق شهورا من العمل المكثف، وذلك في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على قافلة المساعدات التي كانت في طريقها إلى غزة. وقال إفرايم هاليفي الذي شغل منصب مدير الموساد بين عامي 1998 و2002 وكان مستشارا رفيع المستوى لسلسلة متعاقبة من رؤساء الحكومات في إسرائيل، إن الهجوم على القافلة الذي قتلت خلاله القوات الإسرائيلية تسعة رجال أتراك ألحق ضررا بالغا بالعلاقات. لكنه ذكر أن العلاقات بين البلدين لا تقوم على المشاعر فحسب، وأن كليهما يدرك أن تاريخهما ومصالحهما المشتركة تستحق الحماية وإعادة البناء حتى رغم احتمال أن يستغرق ذلك وقتا، ويحتاج إلى جهود دبلوماسية شاقة لتحقيقه. وقال هاليفي للصحفيين في بروكسل، حيث ألقى كلمة عن تهديدات إرهابية في أوروبا، "العلاقات بين تركيا وإسرائيل شهدت أعواما كثيرة جدا من التعاون الصادق والوثيق." وأضاف أن ثمة "تفهم قوي" في إسرائيل لأهمية تركيا في الشرق الأوسط. وقال: "هناك جهد.. جهد شاق جدا لكن يتعين أن يبذله الجانبان.. وأود أن أقول أيضا من جانبنا.. الجانب الإسرائيلي.. لنفعل كل ما يمكن للحفاظ على تلك العلاقات التي خدمت كلا البلدين على مدى فترة طويلة من الزمن." وترجع العلاقات بين إسرائيل وتركيا التي يغلب المسلمون على سكانها رسميا إلى عام 1949 لكنها أصبحت أكثر دفئا بصفة خاصة منذ منتصف التسعينيات. وإسرائيل مورد رئيسي للسلاح لتركيا، كما اضطلعت تركيا بدور الوسيط في مناقشات السلام الإسرائيلية العربية. وتوترت العلاقات بسبب الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة على مدى ثلاثة أسابيع في نهاية عام 2008 ومطلع عام 2009. ثم لحق بها المزيد من الضرر بسبب الهجوم في 31 مايو الماضي الذي اعتلت خلاله قوات بحرية إسرائيلية متن سفن قافلة مساعدات كانت تحاول كسر الحصار الإسرائيلي لغزة. وزار هاليفي تركيا للمرة الأولى عام 1963 وأقام علاقات وثيقة مع قيادة البلد على مدى أربعة عقود من السنوات. وذكر رئيس الموساد السابق أن البلدين بينهما نقاط مشتركة تفوق أسباب الانقسام. وقال: "هناك مصالح ترتبط بالجغرافيا السياسية.. مصالح نشأت لكون كل من تركيا وإسرائيل بلد ديمقراطي له حكومات منتخبة ديمقراطيا، وأيضا من التقدير العميق للدور الذي اضطلعت به تركيا من حين لآخر في النزاع الإسرائيلي العربي." وأعرب عن اعتقاده في أن المصالح الرئيسية لتركيا وإسرائيل ما زالت متقاربة جدا. وقال: "آمل في الشهور المقبلة أن يبذل الجانبان الجهد اللازم لإعادة العلاقات على الأقل إلى مستوى يتيح لكلينا الاستفادة من هذه العلاقة المهمة."