«بداية النهاية إنك تستسلم لإحساس مش عارف إجابة السؤال، ومش فاكر حاجة من اللى ذاكرتها».د. محمود غلاب الطبيب النفسى يوضح أن عدم القدرة على التذكر، من الأعراض الطبيعية التى تزداد عند الطلاب كلما قرب الامتحانات، أما السبب الأساسى فهو زيادة التوتر والضغوط النفسية، التى تقلل من الثقة بالنفس. طريقان فقط لتعامل الطالب مع الإحساس السابق، الأول «يعتبر إن كل ده وهم مش حقيقى»، مجرد حالة طارئة بسبب التوتر والضغوط خاصة فى مرحلة الثانية العامة، تحتاج إلى مزيد من الشجاعة والتحدى، ومزيد من الجهد والتركيز.أما الطريق الثانى فهو الاستسلام للتوتر الهدام، ليخطو الطالب الدرجة الأولى فى سلم الهبوط، حيث الإحباط المؤدى إلى الاكتئاب، «وحتى الحاجات السهلة مش ها يعرف يجاوبها فى الحالة دى». البكاء المستمر، عدم القدرة على التحصيل مهما زادت المدة، النوم لساعات طويلة وسيلة معتادة للهروب من المواجهة، ضربة الاستسلام للتوتر.أما الأسوأ فهو فقدان الشهية، وبعض الأمراض الجسدية من الدوخة المستمرة، وعسر الهضم. ولكن اجتياز صعوبات تلك المرحلة ليس مستحيلا، وروشتة د. محمود تعتمد على هدوء الأعصاب، والتخلص من التوتر. يوضح د. غلاب أن ضغوط المذاكرة قد تكون مفيدة طوال العام الدراسى، أما الوقت الحالى، فهو لمراجعة ما تم إنجازه، «ما تقولش ياريتنى كنت ذاكرت، لأن عصفور فى اليد أضمن».لا وقت للندم مهما كانت صعوبة الوضع، حتى ولو كانت الحصيلة هى نصف المناهج، ينصح الطبيب بمراجعتها «يمكن الامتحان ييجى منها»، أما مذاكرة جديدة، فالعقل لن يستوعب منها الكثير. الترفيه بين فترات المذاكرة، «أساسى ريح دماغك وهدى أعصابك بأى حاجة تحبها»، قراءات الدينية، سماع الموسيقى والأغانى، ممارسة رياضة أو مشاهدة التليفزيون، المشى فى الهواء الطلق وغيرها بعض الإخطارات الترفيه المتعددة بشرط تنظيم الوقت، «والأهل مش لازم يحسسوا الابن إنه داخل حرب».النصيحة الثالثة، النوم لعدد كافٍ من الساعات لراحة العقل والجسم، «النوم مش تضييع وقت»، فساعة مذاكرة والعقل فى حالة صفاء أفضل من ست ساعات وهو مجهد. النصيحة الثالثة فهى التغذية السليمة، التى تبدأ بالابتعاد عن المنبهات التى تزيد التوتر والأكلات الدسمة المسببة للخمول، كما يوضح د. محمد الحوفى استشارى التغذية، الذى ينصح بالمشروبات المهدئة خاصة الينسون والنعناع، أما العصائر الطبيعية فهى الوسيلة الأمثل لإمداد الجسم بالطاقة خلال فترة الامتحانات. يحذر الحوفى من تناول الشيكولاتة والحلويات خاصة قبل ساعات الامتحان لإمداد الجسم بالطاقة، «ده غلط وخطر»، لأن الجسم يفرز الأنسولين للتغلب على نسبة السكر العالية فى الجسم، مما يؤدى إلى الهبوط المفاجئ والإجهاد الذهنى، ويفقد الطالب التركيز. الوجبة لابد أن تكون متكاملة تشمل البروتين والنشويات والدهون والفيتامينات، لكن هناك بعض العناصر المفيدة، التى ينصح بها خبير التغذية خلال الفترة الحالية، أولها الحديد لمقاومة الأنيميا والتغلب على الدوخة، ويتوافر فى الأطعمة التى تحتوى على عناصر الحديد مثل العسل الأسود، الكبد، الفول والخضراوات الورقية الداكنة اللون. ولتدعيم الذاكرة وزيادة الاستيعاب ينصح الحوفى بتناول الأطعمة، التى تحتوى على فيتامين سى، مثل البرتقال والليمون، والبروتينات مثل البيض واللحوم والأسماك بجميع أنواعها، حيث تزداد نسبة نقل الأكسحين فى الدم.للتخلص من اضطرابات المعدة، يرشح الحوفى أقراص الردة بالإضافة إلى التناول اليومى لأقراص الخميرة لاحتوائها على فيتامين ب. ويختص خبير التغذية السلامون والتونة والسردين بالقدرة على رفع نسبة الذكاء لاحتوائها على عناصر تحمى الخلايا العصبية، وتحافظ على الهدوء، والتغلب على التوتر.أما مكونات وجبة الإفطار والعشاء ليلة الامتحان، فيقول د. الحوفى إن كوبا من اللبن مع معلقة من العسل للإمداد بالطاقة، بالإضافة إلى سندوتش من الجبن أو البيض وحبة متكاملة وخفيفة، «وأهم حاجة ملعقة عسل أسود، مضافا إليها قطرتين ليمون رفع نسبة الحديد وعلاج الأنيميا التى تسبب الدوخة والدوار وزغللة العين». وينصح د. الحوفى بتناول العشاء قبل النوم بساعتين، وهنا يؤكد الطبيب النفسى أهمية النوم المبكر لعدد كافٍ من الساعات لإراحة العقل والجسم.«النوم أهم من مراجعة ليلة الامتحان»، يقول الطبيب النفسى، موضحا أن قمة التوتر تكون أمام اللجنة وقبل تسلم ورقة الإجابة، «الطالب هيحس إنه مش فاكر أى حاجة»، الطبيب يؤكد أنه بمجرد قراءة ورقة الأسئلة، يعمل كل سؤال كمثير يحث العقل على استدعاء المعلومات البعيدة، لكن «اوعى تفتح الورقة وإنت خايف»، فالتوتر ضد سهولة استرجاع المعلومات. ينصح د. غلاب الطلاب بإعطاء الذهن فترة راحة «خذ ورقة الإجابة، سطرها، غنى أو ادعى ربنا، شيل من دماغك بابا وماما، هنا انت لوحدك خليك قد الاختبار»، أما بعد الخروج من أى مادة، «ما تراجعش، طبق الورقة، بص للى جاى وخليها على الله».