وزير التعليم يطمئن على انتظام الدراسة في مدرسة النيل الدولية فرع أكتوبر    سعر الذهب اليوم الإثنين 9 سبتمبر 2024 وعيار 21 الآن بالمصنعية والدمغة صباحًا    رسميًا الآن.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الاثنين 9-9-2024 في البنوك    أسعار الخضروات والفاكهة اليوم الإثنين 9 سبتمبر 2024 في الأسواق    بمناسبة عيده ال72..«الزراعة»: الفلاح أولوية عند التخطيط لأي تنمية مستقبلية    الموعد الرسمي ل صرف معاشات أكتوبر 2024 من وزارة التضامن    أسعار اللحوم اليوم الإثنين 9 سبتمبر 2024 في الأسواق    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الاثنين    أسعار الحديد والأسمنت اليوم الإثنين 9 سبتمبر 2024 في الأسواق    محلل سياسي: إسرائيل تنوي الاستيلاء على الأراضي القريبة من الأردن    بينهم 14 قتيلًا.. ارتفاع ضحايا العدوان الإسرائيلي على سوريا إلى 57    رئيس الصين: حريصون على تعزيز التنسيق والتعاون مع كوريا الشمالية في المجالات كافة    محافظ الأقصر يعلن عن ملتقى للتوظيف يوفر 2000 فرصة عمل    لوكا مودريتش يحسم موقفه من الاعتزال    مواعيد مباريات اليوم.. منتخب فرنسا يواجه بلجيكا والمغرب مع ليسوتو    استمرار ارتفاع درجات الحرارة بالأقصر.. والعظمى 41 اليوم    إصابة 4 أشخاص في حادث تصادم سيارتين أعلى الطريق الصحراوي    دراسة تكشف مدى التسامح في أكاذيب الإنسان الآلي    كيف تشاهد حدث آبل للإعلان عن آيفون 16؟    اليوم.. محاكمة شريكة سفاح التجمع المتهمة باستقطاب ضحاياه    رئيسة الأوبرا تنعى الدكتور طارق على حسن: قدم الكثير لخدمة الفنون والثقافة    8 عروض مسرحية في ثامن أيام مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي    وزير الصحة: نستهدف خفض الوفيات بسبب مرض الدرن بنسبة 90% بحلول عام 2030    «هيئة الدواء»: استمرار ضخ الأدوية في الصيدليات.. وانتهاء أزمة «النواقص» قريبا    محافظ أسيوط يتفقد مركز رعاية الأمومة والطفولة    الكشف على 883 مواطنا في أول قافلة طبية ل"بداية حياة" بدمياط    بسبب الإصابات والغيابات.. تعديلات طفيفة على تشكيل منتخب مصر أمام بوتسوانا    نتيجة الثانوية العامة 2024 الدور الثاني: خطوات الحصول عليها ومواعيد الإعلان    الجزائر: سلطة الانتخابات ترد على احتجاج الأحزاب السياسية المشككة    أخبار فاتتك وأنت نائم | أبرزها تنسيق الجامعات للمرحلة الثالثة وضحايا السيول بالجزائر    تطور جديد يعرقل انضمام بوبيندزا للزمالك رغم إعلان التعاقد معه.. عاجل    حبس قائد سيارة شركة توصيل شهيرة لسرقته سيدة بمدينة 15 مايو    موعد مناظرة هاريس وترامب .. 90 دقيقة دون جمهور تحدد هوية حاكم البيت الأبيض    اليوم| محاكمة متهمين ب«خلية داعش قنا»    من هم أبناء إسعاد يونس في مسلسل «تيتا زوزو»؟    سرقة الكهرباء حلال أم حرام.. أزهري يجيب    وزير الأوقاف: توجهى للإمام «الطيب» غرضه الاصطفاف وراء «الأزهر»    ما حكم إساءة الزوج لزوجته.. دار الإفتاء تجيب    بيلاروسا تؤكد رصد 14 ألف عسكري في الأراضي الأوكرانية قرب حدودها    الزمالك يقترب من التعاقد مع جناح بولندي بالدوري السعودي (خاص)    عمرو دياب يحيي حفل زفاف مايا رعيدي في أثينا    كريم حسن شحاتة يكشف مفاجأة: جوميز رفض صفقة الزمالك الجديدة    برج الميزان حظك اليوم الاثنين 9 سبتمبر 2024: حفل زفاف ينتظرك    كرارة والعوضي والكدواني وعمرو يوسف في عزاء والد طارق الجنايني    نجل فؤاد المهندس ل«بين السطور»: جدتي رفضت دخول والدي عالم التمثيل    بعد 12 عاما من عرضه.. أنوشكا تكشف عن مفاجأة لها مع عادل إمام قبل تصوير «فرقة ناجي عطا الله» (فيديو)    أول تعليق من وزارة الدفاع السورية على غارات الاحتلال.. ماذا قالت؟    بينها مركز البحوث العلمية.. ضربات إسرائيلية على مواقع في سوريا    مدير مركز "عدالة ": استثناء التيار الإسلامي من قوائم المخلى سبيلهم يؤكد تسييس القضاء    بعد عام ونصف العام لتغريدة "فيسبوك".. إخلاء سبيل الكاتب د.هاني سليمان    الآن.. تنسيق المرحلة الثالثة 2024.. الموعد الرسمي لتسجيل الرغبات عبر الرابط المعتمد    موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2024 بعد قرار مجلس الوزراء (7 أيام عطلة في سبتمبر مدفوعة الأجر)    طلاب جامعة القناة يؤدون امتحانات الفصل الصيفي    شارك صحافة من وإلى المواطن    إسبانيا تكتسح سويسرا برباعية في دوري الأمم الأوروبية    «الإفتاء»: النبي كان يحتفل بمولده بصيام يوم الاثنين    أكلات غنية بالمكملات الغذائية ضرورية لصحة العين    رسميًا.. موعد إجازة المولد النبوي 2024 في مصر (مدفوعة الآجر للقطاع الحكومي والخاص)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عندما تصبح إسرائيل عبئًا استراتيجيًا
نشر في الشروق الجديد يوم 06 - 06 - 2010

لا تستند علاقات أمريكا بإسرائيل على المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة فى المقام الأول. ففى أحسن الأحوال، تقوم أى حكومة إسرائيلية تسير فى طريق السلام بتوفير بعض المعلومات الاستخبارية، وبعض أوجه التقدم الطفيف فى التكنولوجيا العسكرية، ومصدر محتمل لاستقرار القوة العسكرية من شأنه معاونة دول عربية مثل الأردن.
ومع ذلك، فأى تدخل عسكرى فعلى فى دولة عربية يمكن أن يزعزع الاستقرار كما يمكن أن يكون نافعا. والحقيقة أن الدوافع الحقيقية وراء الالتزام الأمريكى تجاه إسرائيل هى دوافع معنوية وأخلاقية. وهى تعتبر الدوافع رد فعل لأهوال الهولوكوست، ولمجمل تاريخ معاداة السامية فى الغرب، وفشل الولايات المتحدة فى مساعدة اليهود الألمان والأوروبيين خلال الفترة السابقة على دخولها الحرب العالمية الثانية. كما أنها ناجمة عن حقيقة أن إسرائيل دولة ديمقراطية تتشارك مع الولايات المتحدة فى جميع القيم تقريبا.
والالتزام الأمريكى تجاه إسرائيل ليس من النوع الذى يمكن التخلى عنه. وقد أوضحت الولايات المتحدة ذلك مرارا منذ بداية اعترافها بإسرائيل كدولة، وعززت مدى التزامها نحوها منذ 1967. وأمدت الولايات المتحدة إسرائيل بكميات هائلة من المساعدات الاقتصادية، ومازالت تمدها بمساعدة عسكرية كافية للحفاظ على تفوق إسرائيل العسكرى على جيرانها. وأوضحت الولايات المتحدة أن أى دعم أمريكى لجهود السلام العربى الإسرائيلى ينبغى أن يعتمد على خيارات تضمن أمن إسرائيل، كما أن إعلانها مؤخرا عن اعتزامها بحث «الردع الإقليمى الممتد» إشارة لالتزام أمريكى من شأنه حماية إسرائيل، وكذلك جيرانها، من أى تهديد نووى إيرانى.
وفى الوقت نفسه، لايعتبر عمق الالتزام الأخلاقى الأمريكى إزاء إسرائيل مبررا أو عذرا لتصرفات أى حكومة إسرائيلية تجعل من إسرائيل بلا داع عبئا استراتيجيا فى حين ينبغى أن تظل أحد الأصول. وهو لا يعنى أن على الولايات المتحدة أن تدعم حكومة إسرائيلية تفشل فى السعى بمصداقية لتحقيق السلام مع جيرانها. ولا يعنى أن لدى الولايات المتحدة أدنى اهتمام بتأييد المستوطنات الإسرائيلية فى الضفة الغربية، أو أن على الولايات المتحدة أن تتخذ موقفا متشددا بشأن القدس من شأنه أن يجعلها بالفعل مدينة يهودية، بدلا من أن تكون مدينة مختلطة.
كما لا يعنى أنه يتعين على الولايات المتحدة أن تقف موقفا سلبيا عندما ترتكب إسرائيل سلسلة من الأخطاء الاستراتيجية الفادحة مثل مواصلة القصف الاستراتيجى للبنان خلال النزاع بين إسرائيل وحزب الله، وتصعيد هجومها على غزة بعد فترة طويلة من تحقيق أهدافها الرئيسية، وإحراج الرئيس الأمريكى بإعلان توسيع نطاق برامج البناء الإسرائيلى فى شرق القدس عند لحظة حرجة من الجهود الأمريكية لإعادة محادثات السلام الإسرائيلى الفلسطينى إلى مسارها، أو إرسال قوات كوماندوز للاستيلاء على سفينة تركية فى محاولة بالغة السوء لوقف «أسطول السلام» المتجه إلى غزة.
لقد حان الوقت كى تدرك إسرائيل أن لديها التزامات تجاه الولايات المتحدة، مثلما تلتزم الولايات المتحدة تجاه إسرائيل، وأن تصبح أكثر حذرا بشأن مدى اختبارها لحدود صبر الولايات المتحدة، واستغلالها دعم اليهود الأمريكيين. وهذا لا يعنى الإقدام على أى تصرف يقوض أمن إسرائيل، لكنه يعنى إدراك أنه ينبغى على إسرائيل إظهار تقدير يعكس حقيقة أنها تمثل مصلحة أمريكية عالية المستوى فى عالم معقد وكثير المطالب.
وعلى الحكومة الإسرائيلية أن تعمل على فهم أن الطبيعة طويلة الأجل لعلاقتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة سوف تعتمد على سعيها الواضح والنشط لتحقيق السلام مع الفلسطينيين ذلك النوع من السلام الذى يصب فى مصالح إسرائيل الاستراتيجية. وينبغى على إسرائيل فهم أن الولايات المتحدة تعارض توسيعها للمستوطنات والإبقاء عليها، كما تعارض جهودها لإخراج الفلسطينيين من القدس الكبرى.
وينبغى على الحكومات الإسرائيلية إعداد خطة للأعمال العسكرية توضح أن إسرائيل لن تستخدم ما يتجاوز المستوى المطلوب من القوة فعليا، وتراعى بحرص منذ البداية القضايا الإنسانية، وتشمل خطة واضحة للتحرك ما بعد القتال للتقليل من الأثر السياسى والاستراتيجى لاستخدامها القوة. ولا يجب أن تشن إسرائيل هجوما عالى المخاطر على إيران فى مواجهة «الضوء الأحمر» الواضح من كل من إدارتى بوش وأوباما. كما ينبغى على إسرائيل أن تراعى حقيقة أن تصرفاتها تؤثر مباشرة على المصالح الاستراتيجية الأمريكية فى العالمين العربى والإسلامى، كما يجب أن تتعامل بحساسية مع المخاوف الاستراتيجية الأمريكية، مثلما تتعامل الولايات المتحدة مع مخاوفها الاستراتيجية.
فالولايات المتحدة ليست بحاجة إلى مشكلات بلا داع فى واحدة من أكثر مناطق العالم اضطرابا، خصوصا عندما تتخذ التصرفات الإسرائيلية شكلا لا يخدم المصالح الاستراتيجية لإسرائيل نفسها. ومن الضرورى أن تدرك الحكومة الإسرائيلية الحالية بوجه خاص أنه مادامت العلاقات الأمريكية الإسرائيلية قوية، فقد حان الوقت للعودة إلى الواقعية الاستراتيجية التى جسدها زعماء مثل إسحق رابين. ولا يمكن إلقاء اللوم فيما حدث هذا الأسبوع قبالة ساحل غزة على قوات الكوماندوز الإسرائيلية أو قوات الدفاع الإسرائيلية.
فقد كان رئيس الوزراء ووزير الدفاع الإسرائيليين على علم كامل بالموقف، وكان يعلمان أن الأسطول معد بشكل متعمد كاستفزاز سياسى لجذب اهتمام وسائل الإعلام العالمية بأكثر أسلوب سلبى ممكن. فهما مسئولان شخصيا عما حدث، وعليهما إظهار قدرا كبيرا للغاية من الحرص والبراجماتية فى المستقبل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.