تسلمت أسرة الشاب المنتحر على كوبرى قصر النيل، جثمانه من مشرحة زينهم، أمس، قبل نقلها إلى مقابر عائلته فى البساتين. وتسلمت نيابة قصر النيل التقرير الطبى النهائى، حول جثة عمرو مرسى عبداللطيف، وجاء فيه أن: «الجثة لشاب فى العقد الثالث من عمره، يرتدى ملابسه كاملة وعليها آثار دماء من الخارج لوجود كسر فى الرقبة نتيجة تعلقه بالحبل لمدة تزيد على ساعة تقريبا فى أحد أعمدة إنارة الكوبرى». وكشفت التحقيقات التى أجراها محمد عبدالشافى، رئيس نيابة قصر النيل، أن عمرو أبلغ أسرته قبل الحادث بساعة عن نيته التخلص من حياته، وأكد لشقيقه أحمد مرسى (23 عاما) نقاش فى اتصال تليفونى أنه سيتخلص من حياته نهائيا بسبب فشله فى تدبير نفقات الزواج ورفض الكشف عن مكانه». وقرر أحمد فى التحقيقات أن شقيقه «كان يعمل سائقا لدى أحد الأشخاص قبل طرده من العمل، وظل لأكثر من عامين يتردد على الشركات الخاصة للبحث عن عمل». وقال أحمد: عمرو شاب رومانسى، ويحب الشعر ويحلم بمجتمع مثالى، وأراد أن يحقق أمنيته فى الحياة ويتزوج من بنت الجيران التى طلبت منه تدبير منقولات زوجية بسيطة». «الشروق» التقت أفراد أسرته فى منطقة ميت عقبة (7 أبناء بينهم 3 بنات).. وقالت إحدى شقيقاته: عمرو حاول الانتحار قبل ذلك 3 مرات، وكان يحتفظ بحبل كبير، وتم إنقاذه أكثر من مرة عن طريق الجيران، لذلك كنا نراقبه بعدما فقد الثقة فى كل شىء». وقالت والدته: «لم يتمكن من الحصول على عمل ثابت فى أى مكان لأنه يحمل مؤهل دبلوم صنايع». وأضافت: «تقدم إلى بنت الجيران أكثر من مرة لأنه كان يحبها، ولكن أسرتها رفضت لعدم تمكنه من تنفيذ التزامه بتدبير مصاريف الزواج وفى المرة الثالثة اعتذرت له الفتاة عن الزواج لعدم وجود أمل فى الحصول على «شقة وفرش»،وقالت له إنه عاطل فأغلق على نفسه الغرفة لأوقات طويلة وكان يحمل فى يده الحبل الذى شنق به نفسه». وقال شقيقه الأصغر: «عمرو مرسى كان نموذجا للشاب المثالى وكل أهل الحارة يحترمونه وحزنوا على وفاته بعدما شاهدنا صورته فى القنوات الفضائية». وأضاف: خرج من المنزل فى السابعة صباحا. يحمل كيسا بلاستيكيا واعتقد أنه كان يحمل بداخله الحبل الذى استخدمه فى الانتحار، وقال لشقيقته: سوف تسمعون خبرا مهما سيهز الدنيا، وعندما استفسرت منه عن ذلك رفض الحديث، وبعدها سلم على جميع أفراد الأسرة، وقال أرجوكم سامحونى، ولم يترك أحدا فى الشارع دون أن يسلم عليه. وتابع شقيقه الأصغر: عمرو أراد أن يوصل رسالة إلى محبوبته، يقول لها أن الظروف حالت بينهما وأنه فضل الموت عن البقاء مكتوف الأيدى أمام الظروف المادية التى واجهته». وقال شقيقه الثانى مسعد فى تحقيقات النيابة إن شقيقه المنتحر «تزوج من سيدة عمرها 40 عاما، وطلقها قبل أن يحب جارته منى».