أتيليه القاهرة إلى أين؟، لماذ يصر المخرج والممثلون والمشاهدون كذلك على جعل النهاية مفتوحة، وما معنى أن تفشل ثلاث إدارات متعاقبة خلال عام واحد فى إدارة العمل داخل هذه الجمعية الثقافية الأكثر شهرة، ولا تضم فى عضويتها سوى كتاب وفنانين، ويتم اختيار مجلس إدارتها بالانتخاب؟. هذه الأسئلة تمخض عنها القرار الأخير لمجلس إدارة الأتيليه الذى تقدم هذا الأسبوع باستقالة جماعية، أبرز نتائجها أن الجمعية ستعود إلى حالة الفراغ التى كانت عليها خلال الفترات الانتقالية بين كل إدارة وتاليتها، مع مصير مجهول، وإشاعات كثيرة، وجملة من القرارات المتضاربة، و بالطبع الاتهامات المتبادلة. استقالة جماعية فقد تقدم الأربعاء كل من: د. سيد القماش رئيس مجلس الإدارة، د. مدحت طه نائب الرئيس، د. صلاح الراوى الأمين العام، محمد الجبيلى أمين الصندوق، وعاطف أحمد أحد أعضاء مجلس الإدارة، باستقالة جماعية لإدارة غرب القاهرة للتضامن الاجتماعى، التابع لها الأتيليه بحسب قانون الجمعيات الأهلية. الغريب فى الأمر أن هذا القرار جاء بعد يومين فقط من البلاغ الذى تقدم به الأحد الماضى كل من: د. مدحت طه، و د. صلاح الراوى للنائب العام، ضد كل من رئيس مجلس الإدارة السابق د. صلاح عنانى، وأمين الصندوق السابق د. محمد حسين الصبان، للتحقيق معهما فى المخالفات المالية، التى قال مقدما البلاغ إنهما ارتكباها خلال فترة رئاسة الأول للمجلس وأمانة الثانى للصندوق، وبذلك يكونان قد أنهيا باستقالتيهما الصراع بطريقة مفاجئة. وجاء البلاغ الذى حمل رقم( 104/10060)، بناء على التقرير الذى أرسلته لجنة المراجعة المشكلة بقرار إدارة القاهرة للتضامن والتابع إليها الأتيليه، والذى قدمته اللجنة يوم 17مايو الحالى، وأفاد بوجود مخالفات مالية أثناء فترة رئاسة عنانى، وانتهى التقرير بقرار مسائلته والصبان، وإحالتهما إلى النيابة العامة. نفق وغيبوبة. القرار جاء أيضا قبل يومين من تصريحات الفنان وجيه وهبة، رئيس مجلس الإدارة المعزول، على خلفية ارتكابه لمخالفات مالية وإدارية، والتى قال فيها إن «الأتيليه سوف يدخل نفقا مظلما ولن يخرج منه»، موضحا أن ما حدث فى الجمعية من انقلابات وعزل يكشف أن الجهات المتصارعة لا يعنيها الأتيليه، وأن أقرب التشبيهات إليه مقولة «أهلك الظالمين بالظالمين»، بينما تعانى وزارة التضامن الاجتماعى من غيبوبة. لكن هذه الاستقالة المفاجئة جاءت أيضا فى الوقت الذى يجرى فيه منذ فترة جمع توقيعات لسحب الثقة من مجلس الإدارة المستقيل أغلب أعضائه، والذى يضم فى عضويته كل الأطراف المتصارعة: عنانى الصبان وناثان دوس من جهة، والراوى ومدحت طه وباقى الأعضاء المستقيلين من جهة أخرى، بينما يقف عضو مجلس الإدارة الشاعر إبراهيم عبدالفتاح على الحياد، وذلك بغرض الدعوة لجمعية عمومية طارئة لإجراء انتخابات لاختيار مجلس إدارة جديد. لا بيد عمرو لذلك يرى بعض أعضاء الجمعية العمومية للأتيليه أن هذه الاستقالة كانت خطوة استباقية وقائية قام بها المستقيلون بعدما علموا بقرب نهاية إدارتهم، فقرروا أن يفعلوها بأيديهم لا بيد عمرو... هذه الملحوظات واجهنا بها أولا: د. صلاح الراوى، فقال إنه قد استقال ليستريح، مؤكدا أن استقالته تعبير عن رفض لما وصفه بالفوضى والتراخى وركاكة الأداء العام من قبل بعض أعضاء مجلس الإدارة ومن يؤيدونهم من أعضاء الجمعية العمومية. وتابع الراوى قائلا: «لم يعد هناك طريق آخر سوى أن ينتهى دور هذا المجلس، فمنذ قمنا بعزل صلاح عنانى من رئاسة مجلس الإدارة فى 8 مايو الماضى، لأدائه غير المنضبط، وانفراده بالقرارات، لم نسترح يوما، ولم نستطع أن نؤدى دورنا فى جو صحى يليق بجمعية للكتاب والفنانين». ونفى الراوى أن تكون استقالته ومن معه خشية العزل أو سحب الثقة، مشككا فى قدرة الجمعية العمومية للأتيليه على عقد جمعية عمومية طارئة وعمل انتخابات جديدة، لكون الأعضاء فى رأيه لا يعرفون الإجراءات القانونية اللازمة لتلك الخطوة. وتابع قائلا: «لو كانوا يحسنون اتخاذ الإجراءات لوقفوا مع الأغلبية ضد المخالفات المالية والإدارية التى اتخذها عنانى، لكن للأسف اكتفى أكثرهم بالفرجة، بينما شارك بعضهم فى هذه المخالفات. وأبدى الراوى دهشته من أن حملة التوقيعات هذه يقودها عنانى بنفسه ومعه الصبان وناثان دوس، وكأنهم يرون فى سحب الثقة من مجلس الإدارة الأخير تأييدا لأنفسهم، وأوضح أن هذا قد جعلهم يتقدمون باستقالتهم ليقولوا لهم ها هو المجلس قد استقال، انتخبوا الآن مجلسا منسجما. وشدد الراوى على أنه من جهته لن يشارك أبدا فى أى مجلس إدارة منسجم، معتبرا أن الانسجام فى الإدارة أمرٌ يثير القلق، ملوحا فى هذا السياق بحالة الاتفاق التى كانت تسود مجلس الإدارة المعزول. وختم حديثه قائلا: «لأن يهدم المجلس أفضل من أن ننسجم على فساد». من ناحية أخرى حاولت «الشروقى مرارا الاتصال ب د. صلاح عنانى للتعليق على هذه الأحداث الأخيرة وكذا تصريحات د. صلاح الراوى لكنه لم يرد. جدل متواصل يذكر أن العام الماضى قد شهد جدلا واسعا حول جمعية أتيليه القاهرة، أسفر عن عزل مجلس الإدارة السابق برئاسة الفنان وجيه وهبة، على إثر اتهامات بفساد الذمة المالية، وتلقى تبرعات من جهات أجنبية بصورة غير قانونية، والتواطؤ لتسليم العقار لملاكه من اليهود مقابل رشاوى مادية، ما أدى لعزله، وتعيين الكاتبة سلوى بكر كمفوض عام وتكليفها بعقد جمعية عمومية وإجراء الانتخابات التى أسفرت عن مجلس الإدارة الحالى برئاسة الفنان صلاح عنانى، قبل أن يتم عزله هو وأمين الصندوق د. محمد الصبان، وانتخاب الفنان التشكيلى سيد القماش ومحمد الجبيلى بدلا منهما، واللذين استقالا بدورهما ضمن من استقال من أعضاء مجلس الإدارة، و بذلك يكون قد تم حل المجلس. وكانت فترة الإدراة الأخيرة قد شهدت استقالة عضوين من مجلس الإدارة الحالى هما د. صلاح الراوى، والشاعر إبراهيم عبدالفتاح، لكنهما ما لبثا أن تنازلا عن استقالتيهما قبل أن تتطور الأحداث وتتعقد الأمور على هذا النحو.