دخل المخرج الأردنى محمد عزيزية فى سباق مع الزمن للانتهاء من تصوير مشاهد مسلسل «سقوط الخلافة» داخل مدينة الإنتاج الإعلامى تمهيدا للانتقال إلى سوريا، ومنها إلى مدينة اسطنبول التركية لتصوير المشاهد النهائية قبل أن يدخل العمل مرحلة المونتاج. ومن المتوقع أن يستغرق التصوير فى سوريا نحو شهر كامل حيث يتم التركيز على مشاهد المعارك التى تتضمنها الأحداث، فيما سيستغرق التصوير فى اسطنبول نحو 20 يوما وستكون بعدد من القصور العثمانية القديمة. ويمثل العمل التجربة الدرامية الأولى للفنان السورى عباس نورى فى مصر، حيث يجسد دور آخر سلاطين الخلافة الإسلامية، السلطان عبدالحميد، ويقول عن المسلسل إنه يحمل شهادة براءة للسلطان العثمانى من تهمة تفتيت العالم العربى عقب سقوط الخلافة الإسلامية، مشيرا إلى أن العمل سيحمل قراءة جديدة للتاريخ، وهو ما نفتقده فى عالمنا العربى. وأضاف نورى أن التاريخ بالفعل ظلم السلطان عبدالحميد، ووصل الأمر إلى حد اتهامه بإضعاف الخلافة وترك الدول العربية فريسة للدول الغربية رغم أن السلطان العثمانى كان قد لعب دورا مهما فى الدفاع عن فلسطين ورفض التنازل عنها لليهود. وأكد تعاطفه مع السلطان عبدالحميد حتى قبل قراءة العمل، الذى صاغه بعبقرية الكاتب يسرى الجندى، مشيرا إلى أنه قارئ جيدا للتاريخ بحكم الدراسة. وأوضح نورى أن المسلسل سيلقى الضوء على جانب مظلم فى التاريخ الإسلامى والعربى وهى فترة سقوط الخلافة الإسلامية وتقسيم العالم العربى إلى دول صغيرة، لافتا إلى أن العمل سيكشف دور الحركة الصهيونية فى ذلك المخطط. ولفت الفنان السورى إلى أن فريق العمل والشركة المنتجة كانوا جميعا فى غاية الحرص على تقديم صورة مقنعة للمشاهد، حيث تم التصوير فى الأماكن الحقيقية للأحداث ما بين مصر وسوريا وتركيا، مشيرا إلى أنه سيتم التصوير ببعض قصور سلاطين الدولة العثمانية باسطنبول حيث ما زال بعضها قائما حتى الآن. ولم يخف الفنان السورى، الذى اشتهر بشخصية «أبوعصام»، التى قدمها فى مسلسل «باب الحارة»، قلقه من رد الفعل تجاه عمله الدرامى الأول فى مصر، مشيرا إلى أن تاريخه الدرامى فى سوريا لن يمنع هذا الشعور أبدا. وأعرب نورى عن سعادته البالغة بالتجربة، وقال إنه وجد كل الترحاب من زملائه الفنانين المصريين الذين يشاركونه فى مسلسل «سقوط الخلافة»، لافتا إلى أن الدراما المصرية تحظى بنجوم كبار توارثوا هذا الفن منذ سنوات طويلة. وأشار الفنان السورى، فى الوقت نفسه، إلى أنه كثيرا ما تلقى عروضا للعمل فى الدراما المصرية غير أنه اعتذر عنها لشعورها أنها لا تحمل رؤى أو أفكار مختلفة، غير أنه سرعان ما وافق على المشاركة فى «سقوط الخلافة» لأنه اخترق منطقة لم تتطرق إليها الدراما العربية من قبل. ويشارك فى بطولة العمل عدد من الفنانين المصريين، بينهم الفنانة سميحة أيوب وعبدالرحمن أبوزهرة وأشرف عبدالغفور وأحمد ماهر وأحمد راتب. كما يشارك عدد من الفنانين العرب، بينهم السوريون أسعد فضة وجهاد سعد وميسون أبوأسعد وعلى سطوف وعامر على ومريم على، ومن العراق يشارك باسم عبدالقهار ومحمد هاشم وسامى قفطان ونادية العراقية ورائد محسن، ومن الأردن عبير عيسى ونادية عودة. ووصلت ميزانية المسلسل حتى الآن نحو 25 مليون جنيه، تم تخصيص مليونين ونصف المليون منها لبناء ديكورات القصور فقط تتضمن أجور مهندس الديكور والعمال، وقد تولى مهندس الديكور عادل مغربى بناء ديكورات عدد من قصور الخلافة العثمانية فى استديو المغربى بمنطقة شبرامنت متجاورة لاستغلال بعضها فى ديكورات قصور أخرى يتم بناؤها الفترة المقبلة لأمراء وسلاطين وملوك الدولة العثمانية.