طالبت دائرة الوثائق العراقية الولاياتالمتحدة بإعادة ملايين الوثائق التاريخية التي استولت عليها القوات الأمريكية خلال الفوضى التي أعقبت الغزو الأمريكي عام 2003 بالإضافة إلى أرشيفها اليهودي. وقال سعد إسكندر، المدير العام لدائرة الوثائق والمكتبة الوطنية، إن من بين الوثائق تقارير عن عراقيين كانت تحتفظ بها الشرطة السرية في عهد صدام حسين وخططا مفصلة لمذابح لأعداء نظامه ومعلومات عن ترسانات السلاح. ونقل الأرشيف اليهودي الذي عثر عليه مغمورا بمياه الصرف الصحي في سرداب بمقر جهاز المخابرات في بغداد إلى الولاياتالمتحدة لترميمه بموجب اتفاق بين البلدين وسيعاد إلى العراق. وقال إسكندر: "هذه هي المرة الأولى التي يقدم فيها العراق طلبا رسميا لاسترجاع كافة الوثائق، وليس فقط الأرشيف اليهودي"، مضيفا أن من بين الوثائق أوراق تاريخية وسياسية وقانونية قد يكون بعضها ضروريا لحل جرائم وتوجيه الاتهام لمشتبه بهم. وأكد أن الوثائق "حساسة جدا"، وربما في العراق هي لا تقل أهمية عن الآثار إذا لم تكن أهم منها. كان مسئولون عراقيون وأمريكيون التقوا أخيرا في كاليفورنيا لبحث مسألة الوثائق. وكشف إسكندر عن عزم العراق الاحتفاظ بالأرشيف اليهودي الذي كتب نحو 75% منه باللغة العبرية على أن يعرض على شبكة الإنترنت، وأضاف أن "هذه مبادرة لإظهار أن العراق بلد منفتح وغير متعصب غايته، ليس إخفاء الأرشيف اليهودي، بل على العكس، غايته إطلاع العالم على الموروث الثقافي اليهودي في العراق، وأن العراق لا يخفي هذا الجانب من تاريخه". وأوضح إسكندر أن أرشيف حزب البعث العراقي محفوظ في معهد هوفر في جامعة ستانفورد، والأرشيف اليهودي محفوظ في دار المحفوظات الوطنية في واشنطن، والأوراق الأخرى محفوظة لدى وزارة الدفاع الأمريكية ووكالة المخابرات المركزية.