بعد 10 سنوات من الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان، يمكن لزوار الجنوب أن يتمتعوا بسياحة نوعية جديدة، إنها "السياحة الجهادية" برعاية حزب الله، الذى ينظم برنامجا للسياحة الجهادية يتضمن معركة بالمحاكاة، وزيارة مواقع عسكرية، ومقاتلون يروون خبراتهم مع الحرب وانجازات المقاومة في جنوب لبنان. وينظم طلاب حزب الله في جامعة القديس يوسف في بيروت، رحلة ترفيهية تحت مسمى "الهوى جنوبي" التي جمعت أكثر من 500 طالب من كل الطوائف اللبنانية، وهدف الرحلة بحسب ما جاء في إعلان المنظمين، تعريف المشاركين بانجازات المقاومة، وإشعارهم بعبء الاحتلال، وبعزة التحرير الذي كان حزب الله بمثابة رأس الحربة في تحقيقه بعد أكثر من 22 عاما من الاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى التعريف بحرب يوليو 2006 ومشاهد العزة والانتصار. الرحلة التى نظمها حزب الله نقلت السياح في 11 حافلة من العاصمة بيروت حتى جتوب لبنان، وحظي المشاركون بفطور في الحافلات عند الانطلاق، ثم غداء في مطعم في قرية (مجدل سلم) الجنوبية، وزيارة لموقع عسكري متقدم في إقليم التفاح، وهو موقع محظور عادة على الزوار، لكنه تحول إلى متنزه. وشملت الرحلة معركة بالمحاكاة في (مارون الراس) الحدودية التي دمرت بشكل كبير خلال حرب صيف 2006 بين حزب الله وإسرائيل، وفي الخلفية أصوات مسجلة لمعركة مع أزيز الرصاص ودوي الانفجارات. وقال منظمو الرحلة إن كلفتها 40 ألف ليرة لبنانية (26 دولارا) لكل مشارك. وأوضح محمد طالب، أحد منظمي الرحلة ال30 المزودين جميعهم بأجهزة اتصال لاسلكية وسترات كتب عليها (الهوى جنوبي)، أن "البرنامج يختلف من سنة إلى أخرى فقد شملت رحلتا العامين 2008 و2009 زيارة لمعتقل الخيام حيث تعرض لبنانيون للاحتجاز والتعذيب خلال فترة الاحتلال الإسرائيلي". أما في الحافلات، يسود جو من الاسترخاء وتبادل النكات مع موسيقى وطنية وأناشيد تمجد المقاومة، يلي ذلك، بث مقابلة مع السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله في إطار شريط وثائقي عن (انجازات الإخوة المجاهدين). ثم فقرة ترفيهية للتخفيف من عناء الطريق الطويل، يطرح خلالها أحد منظمي الرحلة أسئلة على المشاركين مثل: "ما اسم أول شهيد للمقاومة؟ .. وما المطار الإسرائيلي الذي تعهد السيد حسن نصر الله بقصفه في حال حصول حرب جديدة؟ .. وما عدد مزارع شبعا المحتلة؟". في إقليم التفاح، وعد المنظمون ب"مفاجأة" حيث يسير الطلاب الذين يتحدثون مزيج من اللهجة اللبنانية واللغة الفرنسية، صعودا مسافة 4 كيلومترا نحو غابة، ويعلن أحد المنظمين: "إنكم تدخلون منطقة محظورة". فجأة، يظهر صفان من الشبان باللباس العسكري، وقد أطلقوا لحاهم وصبغوا وجوههم باللون الأسود، وهم يحملون أسلحة رشاشة، وفي المكان أيضا، مدفع وقاذفة صواريخ (كاتيوشا) وصاروخ مضاد للدروع، فيما يرتفع في الجو صوت تسجيلات لحسن نصر الله وأصوات رشقات نارية. ويستمع الطلاب، وبينهم فتيات يرتدين سراويل الجينز الضيقة والقمصان الصيفية، باهتمام إلى مقاتل يشرح اختصاصه القائم على إطلاق صواريخ (الكاتيوشا) والصواريخ المضادة للدروع في اتجاه إسرائيل خلال الحرب. في قرية مارون الراس، يشاهد الطلاب معركة بالمحاكاة مع العدو من على مدرج، ثم يجتمع عدد من الأشخاص وهم يحملون أعلاما بألوان الأحزاب اللبنانية كافة، ويقتحمون مجموعة أخرى تحمل لوحات ورقية كتب عليها بالعبرية كلمة "الصهيونية"، في إشارة إلى تحطيم اللبنانيين موحدين العدو الصهيوني.