ارتبط ارتفاع ضغط الدم الشريانى دائما فى الذهن بأمراض منتصف العمر عند الكبار مما جعل إصابة الأطفال به أمرا ذهنيا فى حكم المستبعد دائما. الواقع أن ارتفاع ضغط الدم يصيب الأطفال أيضا وقد يهدد حياتهم أو يفسد عليهم أيام البراءة ويعرضهم لغيوم قادمة مع الوقت تثير القلق فى نفوس الأهل وتبدد راحة بالهم. هناك بعض الأمراض العضوية المعروفة مسئولة عن ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال منها ما يرتبط بالكلى والشرايين والغدد. يكون فيها ارتفاع ضغط الدم أول مؤشراتها أو قد يكون أحد الأعراض المتزامنة والتى تظهر مجتمعة فى آن واحد مع غيرها من أعراض المرض خصوصا أمراض الغدد. هناك أيضا حالات من ارتفاع ضغط الدم المؤقت عند الأطفال تزول عند زوال السبب الرئيسى مثل حالات تسمم الرصاص، فيتامين (د)، أو من جراء شرب كميات من شراب العرقسوس المعروف فى مصر. قد يصاحب تناول مركبات الكورتيزون لفترات طويلة أو عند الإصابة بفيروس شلل الأطفال أو متلازمة جيوم بارى التى يواجه فيها الطفل خطر الشلل للحجاب الحاجز والفشل التنفسى. السمنة المفرطة وزيادة الوزن أحد العوامل المهمة التى تشير إليها كل الدراسات الحديثة بأصبع اتهام قوية. الأطفال البدناء أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بارتفاع ضغط الدم عند الوصول إلى مرحلة المراهقة بل أيضا لارتفاع نسبة الكوليسترول الردىء واحتمالات الإصابة بمرض السكر من النوع الثانى. قلة عدم الحركة وعدم ممارسة النشاط الرياضى وقضاء الساعات الطويلة أمام التليفزيون والإقبال على الأطعمة الجاهزة السريعة الغنية بالدهون والنشويات والسكريات والمواد الصناعية التى تمنحها النكهات المختلفة المميزة ونسبة الصوديوم العالية كلها عوامل بلا شك تمهد لأخطار كثيرة قادمة مع الوقت. عوامل أخرى تتعلق بالدم قد تكون مقدمة لارتفاع ضغط الدم عند الأطفال منها كبر سن الأم وقت الحمل. السبب غير واضح لكن الظاهرة معروفة ويرجح بعض مراكز البحث أمن الأم التى تخطت الثامنة والثلاثين فى حملها الأول قد تعانى مشيمتها خللا ما فى عملها أو نقصا فى أحد عناصر قيامها الكامل بوظيفتها. الأمر أيضا ينطبق على الأم المريضة بالسكر. ما هى أعراض ارتفاع ضغط الدم عن الأطفال؟ لا يتخلى مرض ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال عن سلوكه الغادر المعروف عند الكبار فهو يتقدم دائما فى صمت متخفيا فى أقنعة عدة لا يشير أحدها إليه فى صراحة ولا يعلن عنه أو يلفت إليه النظر لذا فالأعراض تبدو مبهمة لا يربطها ببعضها أى علاقة: صداع خفيف. اضطرابات فى الإبصار. طنين فى الأذن. دوار. نزيف متكرر من الأنف. الرغبة فى القىء. نقص الشهية. آلام فى المعدة. عطش مستمر. كلها أعراض قد تعتبرها الأم بعضا من مظاهر الرغبة فى التدليل أو التهرب من واجبات المدرسة أو عدم الرغبة فى الخروج لكنها فى الواقع أعراض يجب التأكد من أنها لا تحمل خطرا داهما أو تشير إليه بقياس الضغط فى أول زيارة للطبيب. رغم ذلك فقياس ضغط الدم عند الأطفال يجب أن يتكرر مرات قبل أن يبدأ علاجه فإن احتمالات الخطأ واردة فى القياس الذى يجب أن يتم بجهاز خاص للأطفال. العلاج والوقاية علاج ضغط الدم عند الأطفال يبدأ بالتشخيص المبكر. قياس ضغط الدم أمر ضرورى بداية من سن الثالثة بدلا من مواجهة التداعيات الخطيرة فيما بعد. علاج السبب العضوى يعتمد على اكتشافه ودقة تشخيصه خصوصا أن النسبة الأكبر نتيجة أمراض عضوية عند الأطفال وقد يولدون بها. توجيه الطفل لألوان الطعام الصحى وترغيبه فيها شأن مهم يجب أن يتنبه له الآباء. حرمان الطفل من الحلوى وشطائر الهامبورجر والبطاطس الفرنسية المقلية كعقاب على سلوك خاطئ بدر منه هو سلوك أكثر خطأ منا فالممنوع دائما مرغوب. إذا غاب المرض العضوى فى حالات ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال فالوقاية منه تبدأ بمراجعة أى أنماط الحياة تتبناها أسرة الطفل. الغذاء الصحى الذى يعلو فيه رصيد الخضراوات والفواكه والأسماك والحبوب الكاملة ومنتجات الألبان والبيض إلى جانب قدر محدود من الدهون الجيدة والسكريات والملح هو بلا شك أولى خطوات الوقاية. الاهتمام بالنشاط البدنى فى كل صوره والحفاظ على وزن مناسب للطول والسن ومراجعة دورية للطبيب عادات تكفل لأطفالنا الصحة ولنا السلامة وراحة البال. الحد الأعلى الطبيعى لقراءات ضغط الدم عند الأطفال قبل بلوغ سنة من العمر 80/50 من ثلاث سنوات إلى خمس 115/75 من ست سنوات إلى تسع 122/78 من عشر سنوات إلى اثنتى عشرة 126/82 من ثلاث عشرة إلى خمسة عشرة 132/82 أكثر من ثمانية عشرة 138/89 القراءة تعكس الضغط الانقباضى «أثناء انقباض القلب لدفع الدم فى الشرايين» على الضغط الانبساطى «أثناء انبساط عضلة القلب لاستقبال الدم القادم إليه من الأوردة».