يسدل الإسباني رافائيل نادال والسويسري روجيه فيدرر الستار يوم الأحد على بطولة أستراليا المفتوحة للتنس التي تعد أولى البطولات الأربع الكبرى "جراند سلام" هذا الموسم ، حيث يلتقيان في نهائي مثير لمسابقة فردي الرجال في هذه البطولة المثيرة للجدل والمليئة بالأحداث والغرائب! ومن المتوقع أن تشهد المباراة النهائية منافسة شرسة بين النجمين السويسري والإسباني ، خاصة وأنها المباراة الثامنة التي تجمع بينهما سويا ، كما أنها ستكون "إعادة" لنهائي بطولة ويمبلدون عام 2008 الذي انتهى بفوز نادال. ويتمنى القائمون على تنظيم البطولة أن تمحو المباراة النهائية للبطولة سجل الأحداث المؤسفة التي شهدتها البطولة , والتي لم تكن تليق أبدا بجمال وأناقة اللعبة البيضاء. وكان فيدرر قد تأهل إلى المباراة النهائية بالفوز على الأمريكي آندي روديك في المباراة التي أقيمت بينهما الخميس الماضي , وبذلك تمتع فيدرر بيوم راحة إضافي قبل خوض النهائي. ويسعى فيدرر - المصنف الثاني في البطولة الأسترالية – إلى التغلب على نادال وإحراز لقبه الرابع عشر في بطولات الجراند سلام ، ليعادل الرقم القياسي العالمي لعدد بطولات ال"جراند سلام" والمسجل باسم النجم الأمريكي المعتزل بيت سامبراس. وكان نادال قد تأهل إلى النهائي بصعوبة بالغة بعد المباراة الأطول في تاريخ اللعبة , حيث كاد الإسباني فيرناندو فيرداسكو أن يحرم مواطنه نادال من الوصول للمرة الأولى إلى النهائي ، لكن نادال أصر على تحقيق هدفه وتغلب عليه 7-6 و7-4 و6-4 و7-6 و7-2 و7-6 و7-1 و6-4 في الدور قبل النهائي للبطولة , واستغرقت المباراة خمس ساعات و14 دقيقة ، لتسجل بذلك رقماً قياسياً جديداً في طول مدة المباراة ، حيث كانت أطول مباراة سابقة قد استغرقت خمس ساعات و11 دقيقة ، وكانت بين "الأسطورة" بوريس بيكر والإيطالي أومار كامبوريسي عام 1991. وشهدت المباراة – شأنها شأن البطولة بالكامل – بعض المفارقات الغريبة ، من بينها إصرار فيرداسكو على تناول التفاح و"طحنه" بأسنانه بصوت مسموع خلال أوقات الاستراحة , علما بأنه من المعتاد أن يتناول لاعبو التنس الموز خلال تلك الاستراحات! أما نادال فقال تعليقا على هذه المباراة الماراثونية : "إنها واحدة من أفضل المباريات في مسيرتي , أشعر بالسعادة أكثر من شعوري بالإجهاد , لكنه سيكون شيئا صعبا أن ألعب المباراة النهائية خلال يومين ، كما أنني سألتقي بمنافس قوي للغاية , فيرناندو كان يستحق الفوز أيضاً ، وأحب أن أهنئه على كل شيء". وأضاف نادال : "فيدرر قد يكون مرتاحا الآن ويتمتع بيوم راحة إضافي , فهو يلعب من أجل تحقيق الأرقام القياسية ، وأنا أعتبره أفضل لاعب تنس في التاريخ , ولكنه النهائي الأول لي في بطولة أستراليا ، وتحمل المباراة أهمية كبيرة بالنسبة لي". وفي واقعة أخرى طريفة تتعلق بمباراة نادال وفيرداسكو أيضا ، اضطر فيدرر إلى حضور المباراة في الملعب نظرا لانقطاع التيار الكهربائي في فندق "كراون كازينو" الذي كان يقيم فيه اللاعب السويسري , مما دفعه إلى طلب سيارة تنقله إلى الملعب لمتابعة المباراة و"دراسة" خصمه! وخارج الملاعب ، لم تقل سخونة الأجواء عن نظريتها داخل الملعب خلال البطولة , حيث كانت البطولة قد شهدت اندلاع عدة مشاجرات "بلقانية" بين المشجعين المنتمين إلى يوجوسلافيا السابقة ، وكانت أبرز هذه الأحداث في المباراة التي شهدت فوز حامل اللقب الصربي نوفاك ديوكوفيتش على منافسه الأمريكي البوسني الأصل أمير ديليتش في الدور الثالث من البطولة ، والتي أعقبها خروج ديوكوفيتش نفسه على يد روديك بسبب انسحاب البطل الصربي الذي لم يتحمل حرارة الجو أثناء هذه المباراة! وكانت أحداث الشغب "البلقانية" قد شملت معركة بالمقاعد المتطايرة داخل منتزه للجماهير عقب المباراة نفسها ، وأعلنت الشرطة بعدها عن أن محصلة هذه الأحداث إصابة سيدة واعتقال ثلاثة أشخاص! وهذا هو العام الثالث على التوالي الذي تشهد فيه بطولة أستراليا المفتوحة مشاحنات عرقية مما أساء إلى سمعة بطولة الجراند سلام الأولى في الموسم.