كشف أحمد نور مدير إدارة الشرق الأوسط فى الخارجية الأفغانية فى مقابلة مع «الشروق» فى القاهرة، أن اجتماع مجلس القبائل الأعلى فى أفغانستان (لويا جيركا) المقرر عقده خلال أسبوعين سيكون فرصة كبيرة لإجراء مفاوضات سواء مباشرة أو غير مباشرة مع حركة طالبان التى تقود التمرد المسلح ضد الحكومة الأفغانية والقوات الأمريكيةوالغربية المؤيدة لها. من المتوقع أن يشارك فى الاجتماع نحو ألفى قيادى أفغانى يمثلون مختلف توجهات الشعب الأفغانى بمن فيهم ممثلون عن حركة طالبان سواء كانوا ممثلين مباشرين أو غير مباشرين. كان الرئيس الأفغانى قد عرض من جانبه بدء مفاوضات للمصالحة مع حركة طالبان التى لم تتعامل بإيجابية مع العراق على حد قول أحمد نور، الذى أضاف أن الحكومة الافغانية منفتحة تجاه المبادرة، وأحيانا تتلقى إشارات إيجابية وأحيانا أخرى أشارات متعارضة ولكن طالبان سوف تشارك بشكل أو آخر فى هذا الاجتماع. يأتى ذلك فى الوقت الذى تتحدث فيه تقارير مخابراتية وإعلامية عن اتساع نطاق سيطرة حركة طالبان على الأرض رغم تعزيز القوات الأمريكية المنتشرة فى أفغانستان بنحو 30 الف جندى إضافى والحملة العسكرية الموسعة التى شنتها القوات الأمريكية وحلفاؤها فى إقليم هلمند تحت اسم «معا». فيما يرى الدبلوماسى الافغانى أن هناك مبالغات فى الحديث عن سيطرة حركة طالبان على الأراضى الأفغانية فهى لا تسيطر سيطرة تامة على أى أراض أفغانية ومن حين إلى آخر تقوم ببعض العمليات الانتقائية تقتل فيها المدنيين العزل فى المساجد ومجالس العزاء، ومع مرور الأيام تتزايد قدرات قوات الحكومة الأفغانية وقوات الأمن الأفغانية فى السيطرة على الأمور، وأضاف إن نحو 60% من العمليات الأخيرة قام بها الجيش الأفغانى وحققت نجاحات كبيرة. وعن العلاقة بين حركة طالبان الأفغانية والحكومة الباكستانية قال أحمد نور إن باكستان اليوم دولة ديمقراطية، وسياستها تجاه أفغانستان سياسة سلمية، ولديهم اعتقاد أن أمن أفغانستان مرتبط بأمن باكستان، وأضاف أنه فى الماضى كان لبعض الجهات الاستخباراتية الباكستانية اعتقاد مختلف، لكنهم أصبحوا يدركون أن أى دعم لطالبان خطأ ويضر بأمنهم، وقال للأسف الحالة فى باكستان الآن أكثر خطورة من الحالة فى أفغانستان فكل يوم تحدث تفجيرات، كل هذا أقنع القيادة الباكستانية بأنه من الأفضل التعاون مع الحكومة والشعب الأفغانى. ورغم الاتهامات الغربية المستمرة لإيران بدعم حركة طالبان المناوئة للوجود الأمريكى فى أفغانستان فإن الحقائق المتاحة على الأرض تنفى هذه الاتهامات وفقا لما قاله الدبلوماسى الأفغانى. وعن الدور المصرى فى افغانستان قال نور إن هناك تطورا إيجابيا فى الدورين العربى والمصرى وهناك ارتقاء دبلوماسى مصرى حدث برفع مستوى التمثيل الدبلوماسى فى سفارة مصر فى كابل من مستوى القائم بالأعمال إلى مستوى السفير وهناك تحرك أكثر وأنشط فى تقديم المنح الدراسية وإحياء المعاهد الأزهرية فى أفغانستان.