قال أحد أعضاء وفد مصر المشارك فى أعمال مؤتمر مراجعة معاهدة الانتشار النووى، المنعقد فى نيويورك، ل«الشروق» إن مصر رفضت محاولة إسرائيلية لإبرام صفقة تتراجع مصر بموجبها عن موقفها الخاص بتطبيق قرار 1995، الذى يؤكد على إخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل، مقابل تقديمها تسهيلات فى عملية التسوية مع الجانب الفلسطينى فى سياق المحادثات غير المباشرة. «هذا أمر غير مقبول لثبوت عدم جدية إسرائيل فى الموقف من عملية السلام برمتها، ولن نضيع هذه الفرصة مهما كانت النتائج»، قال المصدر، الذى طلب عدم الكشف عن هويته. وتتمسك القاهرة بموقفها الداعى إلى بحث الملف النووى الإسرائيلى فى إطار القرار الصادر عن مؤتمر مراجعة المعاهدة عام 1995، الذى يدعو إلى جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من الأسلحة النووية. وتقود مصر مبادرة لدول مجموعة عدم الانحياز تهدف إلى عقد مؤتمر دولى العام المقبل لبحث سبل جعل الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية بما فى ذلك الترسانة النووية الإسرائيلية المفترضة. «التهديد المحتمل من تطوير البرنامج النووى الإسرائيلى يمثل خطرا حاليا على مصر والمنطقة لا يمكن تجاوز عواقبه، وهو ما يقتضى الفصل بين الموقف من السلام وفق الرؤية الإسرائيلية والنووى الذى تريدهما إسرائيل معا»، على حد قول عضو الوفد المصرى المشارك فى مؤتمر نيويورك. وفى تطور متصل دعا المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو الدول ال151 الأعضاء فى الوكالة إلى تزويده بأفكار لإقناع إسرائيل بالتوقيع على معاهدة حظر الانتشار النووى. ولكن المتحدث باسم الوكالة الدولية قلل من أهمية دعوة أمانو مشيرا إلى أنها مجرد استجابة طبيعية للقرار الصادر عن مجلس الوكالة فى سبتمبر الماضى الذى يطلب من مديرها العمل مع الدول الأعضاء من أجل ضم إسرائيل إلى معاهدة حظر الانتشار النووى. وفى كلمتها أمام مؤتمر نيويورك طالبت ليبيا بالضغط «على الإسرائيليين للانضمام إلى المعاهدة دون إبطاء كطرف غير حائز على السلاح النووى، وإخضاع جميع مرافقهم وأنشطتهم النووية لنظام الضمانات الشامل للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ونزع سلاحهم النووى وفقا لأحكام قرار مجلس الأمن رقم 487 لسنة 1981، تحقيقا للهدف المنشود بجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من الأسلحة النووية، وتجنيب المنطقة السباق نحو التسلح النووى». وفى صحيفة هاآرتس الإسرائيلية قال المحلل آلوف بن إن مصر متمسكة بنزع السلاح النووى الإسرائيلى المفترض رغم اتفاقها مع إسرائيل على خطورة البرنامج النووى الإيرانى والجماعات الأصولية المتشددة فى المنطقة. ورغم استمرار الموقف الأمريكى المتجاهل للبرنامج النووى الإسرائيلى يحذر آلوف بن من احتمال حدوث تحولات خطيرة فى المنطقة فى ضوء التوتر الحالى بين واشنطن وإسرائيل بحيث تصبح المعادلة «ديمونة مقابل ناتانز» فى إشارة إلى الربط بين تسوية أزمة البرنامج النووى الإيرانى بالكشف عن طبيعة البرنامج الإسرائيلى المحاط بالغموض.